متابعات: جنون آل سعود في الخليج يصل إلى الكويت
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
“هي أشبه بحفلة جنون، أو عدوى من أحد المرضى بالهذيان”.
هذه هي العبارة التي يفضّل صحافي لبناني استعمالها لتوصيف ما يجري في الخليج، وبعد بيان مجلس التعاون الخليجي الأخير ضد حزب الله.
قد يكون البحرانيون “أكثر” المواطنين العرب “استيعابا” لما يجري. منذ 5 سنوات وهم محاطون بجنون ممنهج، وسط صمت عربي، ونفاق غربي، لم تخرقه إلا بعض الاستثناءات هنا أو هناك.
منذ مارس 2011م، واجه أهل البحرين حفلات جنون يصعب على المعالجين النفسيين تحليلها، أو الخروج بوصفات علاج لها. جنون لم يُبقِ ولم يذر، واستهدف الأعراض، والأنساب، والمعتقدات، والتنفس الطبيعي أيضاً. أدرك السكان الأصليون، منذ البدء، أنهم أمام عدوى من الجنون المزمن، مصدرها آل سعود، وتعاملوا مع الحال على أنها داء عضال، وليس من سبيل أو خيار معه إلا الممانعة، والانفصال التّام عن مصادره، في الداخل والخارج. وهكذا كان الصمود البحراني الذي لا زال العالم يصرّ على تجاهله، وإخفائه، ولو حتى حين.
لم يكن مفاجئاً اعتقال مواطن بحراني بتهمة بيع صور السيد حسن نصر الله، فالنظام الخليفي فتح كل الشتائم على السيد والحزب على مدى السنوات الماضية، وكان الخليفيون سبّاقين في الاستجابة لأوامر آل سعود، وقبل أن يُعلن هؤلاء الدخول الواسع في حفلة الجنون والشتائم خلال الأشهر الأخيرة.
ربما يكون دخول الكويت في الحفلة هو آخر ما كان يُتوقّع من قبل الكثيرين، إلا أنّ العارفين بقوّة الجناح السعوديّ في الكويت كان يُدركون أنّ آل سعود لن يهدأ لهم بال قبل إسقاط “واحة الديمقراطية في الخليج” وفي أسفل القاع. وهكذا كان.
لتحقيق أغراضها، وظّفت السعودية مئات الآلاف من مزدوجي الجنسية القاطنين في الكويت، كما أنّها لم تدخر وسعا في “تهديد” الأسرة الحاكمة في الكويت بقطع علاقاتها معها، ومن بوابة الخلاف النفطي على حقل الخفجي، ومن بوابة التلويح بتحريك “الخلايا الإرهابية النائمة”، وتفجير الوضع الأمني في البلاد. ولعل تفجير مسجد الإمام الصادق في يونيو الماضي؛ كان إنذارا عملياً من آل سعود، وكيف أنهم “جادّون” في التهديد.
استطاع الجناح السعودي في الكويت أن يُحرِّك الجنون في الداخل عبر سلسلة من الإجراءات و”المسرحيات”. لم يكن النائب عبد الحميد دشتي سوى واحد من الأمثلة “التكميلية” التي جرى اعتمادها في هذا السياق، إلا أنه كان “الملف” الظاهري الذي فضّل آل سعود وآل خليفة اعتماده لتحقيق الهدف الأكبر: إخراج الكويت من “حيادها”، وإيقاعها في وحل الاستبداد، وإشراكها في حفلات الجنون، ليس في موضوع حزب الله فحسب، ولكن فيما هو أبعد من ذلك. (اقرأ: الكويت تبعد مرتطبين بحزب الله: هنا)
على هذا النّحو، كان إعلان الكويت في يناير الماضي إرسالها قوات إلى اليمن تحت مظلة العدوان السعودي. وقبل ذلك، كانت “خلية العبدلي”، وتحريك الاتهام إلى حزب الله وإيران بالتجسس وتسليح الداخل؛ بمثابة “السيناريو” الأولي لخطة السعودية في تفجير الكويت وتشطير بنائها الاجتماعي الذي بدا هشّاً لجهة استقبال الأوامر السّعودية، وخاصة مع ملاحظة التركيب القبائلي المعقد والبيئات التكفيرية التي تسود في أكثر من مساحة اجتماعية ودينية في البلاد.
استهداف الوجيه الكويتي علي المتروك من صحافة آل خليفة (صحيفة الوطن: اقرأ: هنا) وإعلام آل سعود (فيلم قناة العربية: اقرأ: هنا) ليس بعيداً عن هذه الخطة. ومنْ يجيدون القراءة بين السطور؛ يكتشفون سريعاً بأنّ المخطط السعودي/ الخليفي يرمي إلى استدراج الخليج كله في الوحل، ولكي لا يبدو أن هناك غريقاً وآخر في مأمن من الغرق. وهذا يقتضي قطْع الطريق على أية دعوات للتفاوض، وإغلاق الباب في وجه الداعين إلى الحوار والتسويات، وبمعزل عن محتواها أو عدالتها.
في المحصّلة، وكما يخرج آل سعود بنتيجة صفريّة من عدوانٍ شارف على العام في اليمن، ومن احتلال دام 5 سنوات في البحرين، ومن ردْح لا ينتهي في سوريا ومصر وليبيا.. فإنّ الجنون السعودي العائم هذه الأيام في الخليج؛ لن تكون نهايته إلا صفرا كبيرة، وسريرا في مستشفى الأمراض العقلية.