متابعات: بين “الخيل” الهزيل و”السيف” القاطع.. وصلت الرسالة السعودية إلى الروس
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
حالُ السياسية لدى الخليفيين تُشبه الخيل الذي أهداه الرئيس الروسي بوتين للحاكم الخليفيّ حمد الخليفة.
السعوديون الذي افتتحوا اليوم الثلثاء، 9 فبراير، مناورات تحت شعار “رعد الشمال”، لم يجدوا التأييد الأمريكيّ اللازم لخوْض لعبة الحرب “المفترضة” في سوريا، وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره السعودي، عادل الجبير، يوم أمس الاثنين، بأنّ المعوّل على السعودية هو جهدها “الدبلوماسي” لإنهاء القتال في سوريا، كما تحدّث كيري عن “مباحثات جادة” في الفترة المقبلة لإنهاء “الصراع” في اليمن.
يضع مراقبون هذا الموقف الأمريكي ليكون إشارة إلى أنّ تأييد واشنطن المعلن لنية السعوديين إرسال قوات برية إلى سوريا؛ هو بمثابة “التأييد السياسي” الذي يُراد منه تطييب خاطر آل سعود، وعدم إحراجهم، والتأسيس على “النية” لتوجيهها في “عمل آخر”، فيما يُنتظر أن يسمع “الجنرال الصغير” محمد بن سلمان إلى تفاصيل الموقف “الأطلسي” في الاجتماع المرتقب غداً الأربعاء في بروكسل، والذي يُرجح مراقبون أن يكون “رفضاً دبلوماسياً” للمغامرة السعودية الجديدة المعلنة في سوريا.
بالعودة إلى حمد، يرى باحثون في الشأن الخليجي إلى أن الحاكم الخليفي كان “مطراشاً” من آل سعود، لتبليغ الرّوس بأنْ الإعلان السعودي ليس “جدياً”، وأنّ الأمر لا يعدو أن يكون “ضغطاً سعودياً” في سياق المناوأة “الطائفية” و”السياسية” ضد الإيرانيين.
ويذهب الباحث السياسي فؤاد إبراهيم إلى أنّ آل سعود فشوا في تحصيل “الإجماع” للتدخل البري (الذي يحلمون به) في سوريا، كما أن إبراهيم يذهب إلى وضْع زيارة حمد إلى روسيا في سياق تبليغ بوتين “رسالة سعودية” بعدم الجدية في خيار التدخل المذكور، وللحيولة دون الإصابة ب”الغصب الروسي” الذي لا يُحتمَل.
من جهة أخرى، فإنّ هناك منْ يتساءل عن ردود الفعل “الداخلية” في البحرين، وتحديداً من جانب الجماعات التكفيريّة الموالية لآل خليفة، والتي لم تكف عن التحريض على الحرب في سوريا، وتجهييز “المقاتلين” هناك. وخاصة مع التصريحات الخليفية التي واكتب الزيارة إلى روسيا، والتي تحدثت عن تلاقي المواقف بين الجانبين في شأن الملف السوري، وهو ما يتعارض مع التحريض الذي أخذ مدى أوسع من جانب تكفيريي البحرين بعد الدخول العسكري الروسي في المعادلة بسوريا قبل نحو أشهر. يُطرَح هذا السؤال للتأكيد على إمساك الخليفيين لألسنة التكفيريين في داخل البحرين، وإدارة آل خليفة لهذه الأصوات، والتي تُوجّه على وجه الخصوص لتعزيز نظرية “الخطر الطائفي” في البحرين في إطار مواجهة ثورة 14 فبراير.
“السيف الدمشقي” الذي أهداه حمد لبوتين (شاهد: هنا)، رآه محللون “رسالة رمزية” من آل سعود – وعبر رسولهم الخليفي – لتشتيت الانطباع العام الذي أوحى بأنّ حرباً سعوديّة قادمة إلى سوريا، بما يعنيه ذلك الاشتباك مع الروس وحزب الله في الأرض السورية، وهو أمر يعرف آل سعود بأنهم غير قادرين عليه، ولأسباب كثيرة، كما أنّ أيّ “حليف” لهم لا يمكن أن يغامر معهم أو يقبل بأن يدخل في هذه الـ “جهنم”، بحسب التهديد الذي وجهته كتائب حزب الله العراقية لآل سعود.
وبين الخيل “الروسي” الهزيل الذي أعطي لحمد، والسيف الخاص ب”أبواب دمشق”، فإنّ مراقبين يفضلون توجيه الأنظار إلى المصالح الاقتصادية الروسية المفتوحة لها من بوابة البحرين، والتي يرون أنها تفسّر العديد من “طلاسم” السلوك السعودي والخليفي بشأن الملف السوري.