متابعات: بلجيكا تحذّر من سموم “الوهابية السعودية”.. والتلميع السعودي يفشل
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
من جديدٍ عادت “الوهابيّة السعوديّة” إلى الواجهة.
بعد الاعتداءات الإرهابيّة الأخيرة في بروكسل، استذكر المراقبون هناك ما كان يُقال داخل بلجيكا، ومنذ العام 2011 على الأقل، بشأن المخاطر المحتملة التي تتهدّد أوروبا من جانب السعوديّة.
باتت منطقة مولنبيك البلجيكية معروفة على نطاق واسع بعد آخر عمليات الإرهاب التي استهدفت مطار ومحطة مترو ببروكسل. إلا أنّ هذه المنطقة ستكون معروفة أكثر بالنسبة لآل سعود مع التصريح الذي أدلت به قبل أيام نائبة رئيس بلدية هذه المنطقة لقناة “بي أف أم”، وعبّرت فيه عن استيائها من تجاهل “حكومة بلجيكا للدور السعوديّ في تنمية التطرف، وتصدير السلفيّة الجهادية”، بحسب تعبيرها.
هذا التصريح ليس الأوّل من نوعه في عاصمة الاتحاد الأوروبي. فقد سبقته تصريحات شبيهة، ومن سلطات أعلى.
رئيس الوزراء، رودي فيرفورت، قال في يناير الماضي بأنّ مناطق في بلجيكا باتت “مسمّمة بالوهابية السعودية، التي لا تعترف بإنسانيّة الذين لا يعتنقوها”، بحسب قوله. إلا أن فيرفورت بادر لتسجيل اعترافٍ هام، حينما عبّر عن مسؤولية السلطات المحلية ببلاده في “زيادة تأثير الإسلام الوهابي في بلجيكا”.
هذا الصّوت دفع آل سعود لإطلاق حملات تلميع في أوروبا وأمريكا، إلا أن مراقبين يؤكدون بأنّ كلّ ما يمكن أن تفعله شركات العلاقات العامة، و”اللوبيات” السعوديّة في الغرب؛ سيبوء بالفشل مع شيوع أي خبر يأتي من داخل السعودية بشأن الإعدام، أو الجلد، أو اعتقال صحافي أو ناشط بتهم ملفقة، من قبيل “الافتئات على ولي الأمر” و”الخروج على طاعته”.
في داخل السعودية، ثمة جهود تُبذل لتليمع الوهابية التي باتت مقرونة ب”التوحش” لدى المتلقي الغربي. وهي جهود يُحشّد لها آل سعود سلفيين وليبراليين “ونيو ليبراليين” وإخوان على حدّ سواء، وعلى قاعدة “لا صوت يعلو فوق صوت ولي الأمر”.
مركز أسبار السعوديّ عقد السبت الماضي في الرياض “ورشة عمل” بدا موضوعها مثيرا للتندر والسخرية. وقد التأم “مفكرون ومثقفون وإعلاميون” من السعودية والبحرين أخرى، من أجل “تصحيح النظرة إلى السلفية السعودية”، ونفي صلتها بالإرهاب.
لن يكون مفاجئاً أن تُشارك في “الورشة” أسماء معروفة ب”اللبْرلة” و”الحداثة الغربية”، وكيف أنهم اليوم اصطفوا جميعاً في دائرة “الولاء لخرافة الحسم السعوديّ”.
إلا أن مثل هذه الجهود تواجه “صعوبة سميكة” في تحقيق أغراضها.
قبل أيام، قدّم مفتي السعوديّة مثالاً جديداً على خطاب الكراهيّة الدينية، حينما قال إنّ منْ وصفهم ب”المتشعين” هم فئة ضالة ينبغي الحذر منها. وهو خطاب لم يعد يُخفيه السعوديون، وبات “الخطاب الرسمي” المعتمد في حضرة “الملوك” في المناسبات المختلفة، وعلى النحو الذي ظهر في قصائد مهرجان “الجنادرية” وبدء مناورات “رعد الشمال”.
لهذا السّبب، فإنّ سمعة آل سعود ووهابيّتهم تنزل – يوماً بعد آخر – في “الحضيض”، وخاصة في الغرب.
وإذا كانت بلجيكا لا تزال تنفض غبار الإرهاب الذي ضربها مؤخراً، فإنّ الأصوات التي تحذّر من “الوهابية”، ومنذ اعتداءات باريس في نوفمبر الماضي، لا تزال تتردّد في وسائل الإعلام هناك، كما أن سياسيين كثر بدأوا يخروقون “العُرف السابق”، وأخذوا يجهرون في التحذير من تبعات الحضور “السعودي” المتطرف في أوربا.
بالعودة إلى فيرفورت، فإنّ الأخير يشدّد على “إن الإسلام السعودي المتطرف يجب أن يتوقف في بروكسل”، مشيرا إلى أن “عدد المشايخ السعوديين في بلاده كبير مقارنة بعدد قاطنيها من حاملي الجنسية السعودية”، مرجعاً ذلك إلى “وفرة المال في المملكة”، ومؤكدا أن “قيم بلجيكا تتناقض مع قيم الوهابية السعودية”.
يقول مدير الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، مايكل بريفوت، إن 95% من الدورات المقدمة للمسلمين في بلجيكا يديروها دعاة تدربوا في السعودية. وهنا إشارة إلى الخطر القائم دوماً من نشْر أفكار متطرفة على يد رجال دين سلفيين.
ثمة وجهة نظر عالمية اليوم تكاد تُجمِع على القول بأن تماهياً قائماً بين نظام آل سعود وداعش. وهي وجهة نظر يُرجَّح أن تتّسع أكثر مع استمرار السعوديين في جرائمهم بالداخل والخارج، وفي الوقت الذي بات العالم ينزع بغضبٍ “الغطاءَ” عن “مملكة القمع والتوحش”.