متابعات: آل خليفة يفتحون الباب لإسرائيل.. ووزراء الخارجية العرب: حزب الله “منظمة إرهابية”
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
“منْ منَ السعودية وإسرائيل سيُهنيء الآخر أولا بتعيين أبو الغيط في رئاسة الجامعة العربيّة؟!”
من الممكن أن تكون هذه العبارة التي كتبها الحقوقي المصري جمال عيد، هو أفضل تكثيف للحدث الذي أرادته السّعودية، وهو الدّفع أكثر بـ”أصدقاء إسرائيل” إلى جامعة الدّول العربيّة، ولكي يُصبح الطريق أكثر تمهيداً للهوى السعودي المتصاعد، والمفتوح على تل أبيب.
ليس صدفةً أن تكون البحرين -التي يحكمها آل خليفة بذات الوسائل التي يستعملها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسيطي – هي رئيس الدورة الحالية للجامعة. هي فرصة لتمرير كلّ المشروع السّعودي، ومن ذات البوابة التي يتوافق عليها الخليفيون والسعوديون، أي بوابة “إسرائيل الصديق، وحزب الله العدو”. ولعلّ آخر وزير خارجية لمصر في عهد حسني مبارك، أحمد أبو الغيط، هو خيرُ منْ يتولّى مهمّة الإعلان عن اليوم الآتي الذي تكون فيه إسرائيل ضيفاً “مرحبّاً به” في جامعة الدول العربيّة.
المؤشر الأول جاء بعد ساعات من تعيين أبو الغيط على رأس أمانة الجامعة، حيث أصدر وزراء خارجيّة الدول العربية اليوم الجمعة، 11 مارس، بيانا أعلنوا فيه حزب الله “منظمةً إرهابيّة”، وعلى ذات الوزْن، وبنفس الهوى السعودي المعبّأ بالجنون والحروب والأزمات. تحفّظُ العراق ولبنان كان متوقعاً، ولكن أنْ يتوالى العربُ على طبْع بصمتهم على “البيان السعودي”، كان هو المتوقّع أكثر.
عبد الباري عطوان، الصحافي الفلسطينيّ الأصل، قال قبل أقل من شهر، بأنّ “إسرائيل قادمة إلى الجامعة العربية”. مع توالي التقارب السعودي/ الخليفي مع إسرائيل، فإنه يتبيّن أن عبد الباري لم يكن “ديماغوجيا” وهو يقول ذلك، وخاصة بعد “تثبيت” آل سعود وآل خليفة، “الحكمَ” بأن حزب الله “منظمة إرهابية”، وفي خطٍ موازٍ للأيدي السعودية والخليفية الممدودة إلى الإسرائليين في العلن، وفي السّر.
ليس غريباً أن يكون النظامان الخليفي والسعوديّ هم الأكثر “عداوةً” لحزب الله، ولكلّ ما له علاقة بإرثه وثقافته في المقاومة. تماماً كما أنّه لم يكن من المستغرب أن يُخصّص وزير الدفاع الإسرائيلي، قبل شهر، ذكْرَ “البحرين والسعودية” في محور الأصدقاء الذين تعتبر إسرائيل نفسها معنيةً بالدفاع عنهم، في قِبال المحور “الشيعي”، الذي تمثله إيران وحزب الله، وبحسب تقسيم الوزير الصهيوني.
هذا المعطى يقترحة مراقبون للتفكير فيما هو أبعد ممّا يظهر على السّطح حتى الآن.
ليس فقط الحروب التقليدية هي المناط ب”أصدقاء” إسرائيل القيام بها (كما يفعلون في البحرين، اليمن، وسوريا)، وإنما أيضاً التوغل إلى النسيج العميق لشعوب المنطقة، وعبر تفكيك كلّ العُرى والإلهام والوجدان، وبما يفتح الطريق نحو ما هو أخطر من “الحرب المذهبية”، وهو “الحرب بسبب المذهب”. الخطر قائم، ولكن الأشرار يحلمون كثيراً، ورعْدهم يرتفع فقط في “المناورات”، أما في أوقات “الفصْل” وداخل الميادين الحقيقية؛ فالنتائج كلّها لصالح أولئك الذين “ما بدّلوا تبديلا”.