متابعات: آل خليفة يسحبون بيان “فواز” خشيةً من إلغاء لقاء حمد ببوتين
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما بعد الخبر
لم يكن سحْب آل خليفة بيان سفيرهم في لندن، فواز الخليفة، بشأن الاستعداد لإرسال قوات برية إلى سوريا، جنباً إلى جنب السعودية، (لم يكن) منفصلاً عن الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الحاكم الخليفيّ حمد عيسى الخليفة إلى روسيا الاثنين، 8 فبراير، حيث ذكرت مصادر بأنّ الخليفيين أُبلغوا بأنّ “بيان فواز” قد يؤثر على “ترتيبات” الزيارة المذكورة.
يقول مراقبون بأنّ الخليفيين “أخذتهم الحماسة بعد الإعلان السعودي عن إرسال قواتهم إلى سوريا، وسارعوا إلى الالتحاق بالموقف السعودي”، ليتذكر آل خليفة بعدها الزيارةَ المرتقبة بعد غد لحمد والتي يُفترض أن يلتقي خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع البحر الأسود في سوتشي. علماً أنّ موسكو تُشارك عسكرياً في سوريا في مواجهة الإرهاب، ودعْماً لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه بيان فواز “المسحوب” ب”النظام الوحشي”.
الكرملين قال في بيان اليوم السبت، 6 فبراير، أن حمد سيلتقي الاثنين المقبل بوتين لمناقشة “جهود مكافحة الإرهاب، والوضع في الشرق الأوسط”. إلا أن الموضوع الاقتصادي سيكون هو المحور الرئيس لهذا اللقاء، حيث ذكر بيان الكرملين بأنّ الزيارة ستبحث في موضوعات التجارة والاستثمار والطاقة والمالية والأسلحة.
وقال وزير النفط الخليفي، عبد الحسين ميرزا، قال في يناير الماضي بأن زيارة مرتقبة إلى روسيا في مارس المقبل لمناقشة موضوع الغاز الطبيعي، وإنشاء محطة غاز في البحرين، كما سيبحث المسؤولون مشاركة شركات النفط الروسية في التنقيب عن حقول النفط والغاز في البحرين، التي تُعاني من أزمة اقتصادية متفاقمة.
وبحسب مصادر سياسية، فإنّ آل سعود – الذين يديرون السياسة الداخلية والخارجية لآل خليفة – أمروا بسحب بيان فواز، وإعلان عدم صحة ما أذاعته عنه وكالة رويترز. إلا أنّ المصادر تشير أيضاً إلى “تنبيه سعودي” إلى الخليفيين من أنّ إعلان الالتحاق بالموقف السعودي في شأن إرسال الجنود إلى سوريا؛ لا يخدم سياسة الاستخدام السعودي لآل خليفة، وهي سياسة تقوم على قاعدة: “نترك لآل خليفة أن يقولوا ما نريده على لسانهم”، ولكن في الوقت والظرف المناسبين. وتضيف المصادر بأنّ آل سعود يفضلون في هذه المرحلة عدم “إزعاج” الروس، والإكتفاء بالدور التركي في هذا الإزعاج، ومن المفترض أن يؤدي دخول آل خليفة إلى خط الموقف السعودي في الموضوع السوري إلى إزعاج مجرى اللقاء المرتقب في سوتشي، والمحاولات الجارية لتأمين منافذ روسية لضخ التعاون الاقتصادي في البحرين. الإزعاج الخليفي لهذا المسار، إذن، لا يريده السعوديون، فضلا عن أن رسائل قريبة من الروس أبدت لآل خليفة ما يُشبه “التهديد” بتغيير “مجرى” زيارة سوتشي بسبب بيان “فواز”.
عدا عن ذلك، فإنّ “هروب” حمد إلى سوتشي يمثل وجهاً آخر من السياسة الخليفية التي تواجه مأزقاً مع ذكرى الثورة البحرانية الجديدة. وهو مأزق يتّصل بالمأزق السعودي الذي يُشكل رافعة أساسية للقمع الموجّه ضد الثورة منذ 5 سنوات. ويحرص آل خليفة أن يُظهِروا الوضع الداخلي في “أفضل حال”، في الوقت الذي سيعود المشهد البحراني لتصدُّر وكالات الأنباء مع الاستعداد الشعبي لإحياء ذكرى الثورة، وغالباً ما يختار حمد طريقة “الهروب” والنزول عند الزعماء الغربيين والأجانب للإسهام في هذه التغطية على ما يجري في الداخل.
آل خليفة، كما آل سعود، بحاجة إلى إتمام زيارة حمد يوم الاثنين، وعدم إزعاج الدب الروسي، ولاسيما في ظلّ الضغوط الدولية التي تواجه النظامين الخليفي والسعودي بسبب سلجلهما “الأسود” في مجال حقوق الإنسان، وهي ضغوط تبدو أنها تأخذ صعوداً مستمراً، وخاصة بعد الضغوط التي مارسها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على الحكومة البريطانية لأجل وقف بيع الأسلحة إلى السعودية، على خلفية التقرير الأممي الأخير الذي كشف عن انتهاكات واسعة ترقى إلى جرائم حرب، نفذها العدوان السعودي (الذي يُشار فيه الخليفيون) على اليمن.
يقول سياسيون بأن “بيان فواز” سيكون معدّا للنشر مرة أخرى، وبصيغة مختلفة، في الفترة القريبة القادمة، وبعد أن تتضح للسعودية “الخطوط التفصيلية” لدورها المرتقب في سوريا، وهي الخطوط التي يُنتظر أن يضعها وزير الدفاع الأمريكي كارتر آشتون في لقاء منتظر يجمعه مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان. وحتى ذلك الحين، فالمطلوب سعودياً من حمد أن يذهب إلى المنتجع الروسي للاستمتاع وقضاء فترة نقاهة بعيداً عن صخب التظاهرات التي لا تكف عن الدعوة إلى إسقاطه.