لجين الهذلول تفضح حقيقة المشروع الإصلاحي لولي العهد السعودي
من الرياض-البحرين اليوم
تقبع في السجون السعودية العديد من المعتقلات اللواتي يتعرضن للتعذيب والإضطهاد, فيما لايزال مصيرهن مجهولاً على الرغم من ترويج ولي العهد السعودي لما يسميه بالمشروع الإصلاحي, وبالرغم من إثارة قضاياهن في الأمم المتحدة وعبر المناشدات الحقوقية لممارسة الضغوط على السلطات السعودية لإطلاق سراحهن أو تحديد مصيرهن على الأقل.
إحدى أولاء المعتقلات هي لجين الهذلول التي أثير ملفها مؤخرا في الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من قبل أختها لينا الهذلول, التي وجهت دعوة صريحة لمجلس حقوق الإنسان لمساعدتها على إطلاق سراح أختها فوراً ومحاسبة من عذبوها, فيما أصدرت مجموعة من الدول بيانا مشتركا طالبت فيه السعودية بتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
لجين الهذلول ناشطة حقوقية دعت علناً لإنهاء حظر قيادة النساء للسيارات في المملكة منذ عام 2011, اشتهرت لُجين بمواقفها المناوئة لبعض القوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية، ومنها حظر قيادة المرأة للسيارة، وولاية الرجل على المرأة، وقد تعرضت الهذلول للسجنِ أكثر من مرة، بسبب مواقفها وآرائها المدافعة عن حقوق المرأة السعودية.
إعتقلت آخر مرة قبل أسابيع فقط من رفع الحظر على القيادة في 24 يونيو 2018، بمعية نشطاء آخرين في حملة حكومية جدية ضد حركة حقوق المرأة. اتهمتهم السلطات بجرائم خطيرة مثل “الاتصالات المشبوهة مع أطراف اجنبية” ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في الدولة, وهي إتهامات تصل عقوبتها الى السجن لمدة 20 عاما.
تعرضت الهذلول الى التعذيب داخل السجون السعودية وكما كشف شقيقها وليد وشقيقتها علياء التي كتبت مقالا في صحيفة نيويورك تايمز كشفت خلاله عن معلومات حول الإنتهاكات التي تتعرض لها أختها في المعتقل، كالضرب والإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية، مشيرة إلى أن المستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني هددها شخصيا بالقتل.
وأكدت منظمات حقوقية دولية هذه الإدعاءات ومن بينها منظمة العفو الدولية في وهيومن رايتس واتش على تعرض عددٍ من نشطاء حقوق الإنسان السعوديين، من بينهم عدد من النساء، للتحرش الجنسي والتعذيب وغيرها من الإساءات أثناء التحقيق منذ اعتقالهم التعسفي في مايو 2018. وفق هذه الشهادات المنفصلة، قام مسؤولون في سجن ذهبان بتعذيب النشطاء المحتجزين بالصعق الكهربائي والجلد، إذ أصبح بعضهم يجد صعوبة في المشي، ويعاني من ارتعاشٍ في الأيدي، وعليهم آثار تعذيب بارزة على أجسامهم.
ومنذ اعتقال الهذلول لم تقدم السلطات مبررات واضحة لإعتقالها بمعية عدد من الناشطات الأخريات المطالبات بحقوق المراة, لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ادعى في تعليق له في 30 سبتمبر الفائت على قضية اعتقال لجين الهذلول أن قرار إطلاق سراح لجين الهذلول وباقي الناشطات لا يعود له، بل للمدعي العام، وزعم أنه سيتابع الأمر بنفسه.
مراقبون يرون في قضية لجين الهذلول دليلا صارخا على عدم مصداقية ما يسمى بمشروع الإصلاح الذي أطلقه ولي العهد, فهو لا يعدو كونه إصلاحات شكلية تهدف لذر الرماد في انظار المجتمع الدولي, بهدف التغطية على الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل السعودية.