في “هافنغتون بوست”: السعودية تسحق القيم الأمريكية بأقدامها عبر قمعها للأغلبية في البحرين
اعتبر “دوغ باندو” كبير الزملاء في معهد كاتو أن المملكة السعودية تمثّل “أسوأ تهديد لمنظقة الشرق الأوسط” داعيا إلى “إرباكها بدلا من طمأنتها”.
جاء ذلك في مقال له يوم أمس الجمعة (19 فبراير 2016) في “هافنغتون بوست” بعنوان “ينبغي إرباك السعودية وليس طمأنتها طالما أنها تمثل أسوأ تهديد لمنظقة الشرق الأوسط بدلا من إيران”.
الكاتب تطرق في مقاله إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية إلى السعودية في الشهر الماضي للتأكيد على دعم الولايات المتحدة للسعودية وباقي دول الخليج بعد توقيع الإتفاق النووي مع إيران.
وأكّد على أن العلاقة الطويلة مع السعودية مبنية على النفط ولم يكن هناك أي ” هراء حول التشارك في القيم”، واصفا السعودية ب”النسخة الأكثر تطورا بقليل من (تنظيم داعش)”.
مشيرا إلى قطع الرؤوس بعد محاكمات رمزية، وانتهاك حقوق المرأة.
ووصف الكاتب نظام آل سعود بالشمولي الذي يحظر المعارضة السياسية وحرية التعبير والحرية الدينية. واستشهد الكاتب بأحدث تقرير للخارجية الأمريكية والذي تضمن تفاصيل عن انتهاك السعودية لحقوق الإنسان.
ورأى الكاتب أن “اعتماد أمريكا الكبير على النفط دعاها الى التفريط بمبادءها, بالرغم من أن السعودية لا يمكنها التحكم في سوق النفط الدولية وأن العائلة الحاكمة لا يمكنها البقاء إن لم تبيع النفط”.
وأضاف “وأما اليوم فلايمكن أن يكون النفط دافعا وراء العلاقة الخاصة التي تربط أمريكا بالسعودية” مشيرا إلى توسع سوق النفط وظهور النفطي الصخري وازدياد إنتاج الولايات المتحدة من النفط، فضلا عن حاجة نظام آل سعود إلى النفط لضمان بقائهم على سدة الحكم.
وأوضح الكاتب بأن أمريكا تعاملت مع السعودية ك”جزء من منظومة لإحتواء ايران” لكنه أوضح بأن المشاكل مع طهران تسببت بها أمريكا “عندما مكّنت الشاه وأطاحت بالديمقراطية في ايران، ودعمت صدام في حربه العدوانية ضد ايران”.
ورأى الكاتب أن امريكا “إحتضنت السعودية والأنظمة المتحالفة معها، مثل البحرين، التي تخضع فيها الأغلبية الشيعية إلى الأسر من قبل العائلة الحاكمة المدعومة من السعودية”.
واستنكر الكاتب الدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا لما وصفه ب” نظام اللصوص الإقطاعي الرائد في العالم”.
ورأى الكاتب أن أمريكا ” تدفع ثمنا باهضا لتحالفها مع السعودية” مضيفا إن “السعودية تسحق القيم الأمريكية بأقدامها فهي تساعد البحرين في قمع الأغلبية الشيعية في البحرين وهي تدعم الحكم العسكري في مصر، وتنشر التعاليم الإسلامية المتطرفة في أنحاء العالم”.
وأضاف “وعلاوة على ذلك، فإن المال السعودي دعم تنظيم القاعدة والأشخاص الذين نفذوا أحداث 11 سبتمبر. واعتبر الكاتب أن سلوك الرياض خلال السنوات الأخيرة أصبح ” أكثر ضررا بالمصالح الأمريكية”. مشيرا إلى الحرب في اليمن وإلى إعدام الشيخ نمر النمر وتقويض المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب في سوريا.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على الحاجة إلى علاقة جديدة بين البلدين وبدعوة أمريكا إلى إقامة علاقة أفضل مع طهران مؤكدا على أن ” التوازن يجب أن يعود إلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”.