في “نيويورك تايمز”: محمد بن سلمان أداة بيد أمريكا لتنفيذ أجندتها في المنطقه
من واشنطن-البحرين اليوم
سلطت مقالة نشرتها صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية الخميس(16 نوفمبر 2017) الضوء على مستقبل الإرهابيين في العالم عقب ما يسمى بـ“الإصلاحات“ السعودية التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا.
المقالة التي حملت عنوان: ”إن أصلحت السعودية.. ماذا يحدث للإسلاميين في أماكن أخرى؟“ كتبها كامل داود واستعرض فيها تاريخ نشوء المملكة العربية السعودية وتحالفها مع الوهابية.
الكاتب ابتدأ مقالته بالإشارة إلى رسم كارتوني لفنان جزائري اعتبره يختصر واقع العائلة السعودية، إذ احتوى الرسم على تصوير للملك السعودي وهو يعلن بيد عزمه على مكافحة الإرهاب، فيما يوجه بندقية بيده الثانية نحو رأسه. وقال الكاتب ”إن السعودية تنتج وتدعم وترعى وتغدي الإسلامويه التي تهدد أسسها ومستقبلها“.
وأوضح الكاتب أن ذلك حصل بعد ثلاثة قرون من التحالف بين العائلة السعودية والمؤسسة الدينية الوهابية، مشيرا إلى أن محمد بن سعود شكل في العام 1744 تحالفا مع محمد بن عبد الوهاب، وأنشأ أول دولة ملكية في شبه الجزيرة العربية ” فمن ناحية، كانت هناك عائلة سعود، تحكم البلاد بحق الدم والخلافة، ومن ناحية أخرى، كانت هناك الوهابية، وهي نسخة متطرفة جدا من الإسلام“، موضحا أن العائلة ورجال دين اتحدوا معا على مدى عقود فوق عائدات النفط والشرعية المستمدة من القرب من أقدس المواقع الإسلامية.
وأكد الكاتب على أن الوهابية هي الركن الأساس للإرهاب العالمي، فهي ”المصدر الآيديولوجي والمالي للإسلاميين وأدواتهم من المساجد الأصولية، وشبكات التلفزيون المكرسة للتطرف، ومختلف الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم الإسلامي“. واعتبر الكاتب أن السعودية ”تغذي اليد التي تقتلها، رويدا رويدا وغيرها من البلدان أيضا“.
ولفت الكاتب إلى أن الغرب تلقى ضربات كبيره من الإرهابيين قبل أن يعي حجم خطرهم، لافتا الى أن القادة السعوديين عندما كانوا يصافحون ويبتسمون لنظرائهم الغربيين، كانوا يستضيفون الدعاة الذين يدعون مئات الآلاف من الناس إلى “الجهاد”.
ورأى الكاتب أن الإصلاح في السعودية يبدو الآن ”ضروريا لكنه في ذات الوقت مستحيلا“، متسائلا ”كيف يمكن للأسرة المالكة أن ترفض دعم رجال الدين، وتوقف تمويل الشبكات الأصولية وإجراء ثورات اجتماعية؟ قائلا“ إن استقرار المملكة معرض للخطر، وبالتالي، المنطقة بأسرها أيضا“.
واعتبر الكاتب أن جميع “إصلاحات” محمد بن سلمان محفوفة بالمخاطر، مشبها ما يحدث في السعودية اليوم، مع الأخذ بعين الإعتبار عمليات التطهير الأخيرة ضد الحرس القديم؛ بثورة القصر والاضطرابات الدينية. كما وأن وكل ذلك يتزامن مع تحذيرات الحكومة السعودية المتجددة بشأن الخطر الإيراني وتقاربها مع إسرائيل، قائلا ”يرى البعض في محمد بن سلمان الأمريكية، رجل تقوده يد أمريكية لتنظيف المنطقة“.
واختتم الكاتب مقالته بالإشارة إلى أن تلك الإصلاحات السعودية تلقي بظلالها على “الإسلاميين” في أماكن أخرى من العالم، موضحا بأن كل الإسلاميين“ يشعرون بالقلق من كونهم يتامى“، لافتا إلى أن الجزء المعتدل يحاول اللحاق بركب “الأمير”. لكن التيار الأصولي“قد يتحول ضد المملكة السعودية للمطالبة بنوع جديد من الشرعية – ويشن نوعا من الحرب المقدسة ضد الأرض المقدسة“.