في ندوة بمناسبة يوم المرأة العالمي: سجل أسود للسعودية في انتهاكات حقوق المرأة واستهداف الناشطات
البحرين اليوم-بروكسل
عقدت المنظمة الأوربية لحقوق الإنسان والديمقراطية بالتعاون مع منظمة القسط ندوة افتراضية بمناسبة يوم المرأة العالمي، ناقشت فيها أوضاع المرأة والمدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية.
وشارك في الندوة التي عقدت يوم أمس ( الإثنين 8 مارس) النائبان في البرلمان الأوربي هلموت شولز وإليساندرا إلى جانب المقررة الخاصة للمدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ماري لولار، والمدافعة عن حقوق المرأة دكتورة هلا الدوسري.
عبر النائب الألماني في البرلمان الأوربي هلموت شولز عن افتخاره بالنشاط الذي يكسر حاجز الصمت، مشيدا بشجاعة المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية. وشدد شولز على ضرورة الإصرار والمواصلة في مسيرة النضال من أجل تثبيت حقوق المرأة ووقف الانتهاكات التي باتت مفضوحة لكل المراقبين. وفي هذا الصدد طالب الشولز خارجيات الإتحاد الأوربي بمواقف جريئة ضد سياسة الإضطهاد والتمييز التي تتعرض لها المرأة في السعودية.
وتطرقت النائبة إليساندرا إلى عدد من نماذج اضطهاد المرأة في السعودية، مشيرة إلى حرمانهن من اتخاذ قراراتهن المصيرية مثل الزواج أو العمل. كما وجهت انتقادا لعدم منح المرأة حق اعطاء الجنسية إلى الأولاد.
من جهتها أوضحت المقررة الخاصة بالمدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ماري لولار الصعوبات التي تواجههم في الوقوف على كثير من قضايا الانتهاكات والاستهدافات في داخل السعودية. وأوضحت بأن المدافعات عن حقوق الإنسان يتعرضن إلى الاعتقالات والأحكام المطولة ويمنعون من السفر خارج البلاد. وقالت لولار إن الوضع في السعودية خطير جدا على المدافعين عن حقوق الإنسان، لأنهم لمجرد الحديث عن الإنتهاكات يتعرضون إلى استهدافات مروعة داخل السعودية.وتابعت المقررة الخاصة بالمدافعين عن حقوق الإنسان مؤكدة أن هذه الأجواء الخطيرة هي نتيجة لسياسة الإفلات من العقاب الممنهجة في داخل السعودية، معربة عن أسفها لعدم وجود تحقيقات معمقة عن حجم التهديدات والإستهدافات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان.
المدافعة عن حقوق المرأة دكتورة هلا الدوسري تحدثت بشكل مفصل عن نماذج الإضطهاد للمرأة داخل السعودية، معتبرة أن الإنتهاكات والتمييز يتعرض لها جميع النشطاء عموما والمرأة خصوصا. ورأت أن تلك الانتهاكات سياسة متجذرة في النظام الحاكم الذي ينتهك معايير القوانين الدولية لحقوق الإنسان. وبالرغم من الصعوبات التي تواجه المدافعات عن حقوق المرأة، قالت الدوسري أنه وبفضل نضال المرأة تحقق بعض التقدم الهامشي، ولمس الناشطون نوعا من بوادر التغيير المحتملة في حال التزم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالضغط على السعودية فيما يتعلق بهذا الملف.
وتقبع عدد من الناشطات في السعودية في السجون بسبب نشاطاتهم عن الحرية وحقوق الإنسان، من بينهن الناشطة البارزة سمر بدوي ونسيمة السادة وغيرهن. ورغم أن السلطات السعودية أطلقت سراح الناشطة لجين الهذلول بعد تدخل أمريكي إلا أنها ما زالت ممنوعة من السفر وتعيش تحت المراقبة المشددة التي تمنعها من ممارسة نشاطها الطبيعي والتصريح للإعلام عن أوضاع المرأة عموما أو عن الانتهاكات التي تعرضت لها أثناء فترة الاعتقال.
وفيما تحتفي بعض الدول باليوم العالمي للمرأة باستعراض مسيرة التقدم، ينتهز النشطاء في السعودية والبحرين هذه المناسبة للتذكير بالناشطات المعتقلات ويطالبون العالم بإظهار مزيد من التضامن لحماية المرأة من نظام آل خليفة وآل سعود القمعي.