في ندوة بمجلس الكونجرس الأمريكي: استهداف المرأة في البحرين بسبب نشاطها السياسي نموذج صارخ في انتهاكات حقوق الإنسان
البحرين اليوم-واشنطن
استضاف مجلس الكونجرس الأمريكي اليوم (الثلاثاء 29 اكتوبر) ندوة حقوقية تناولت الانتهاكات الممنهجة ضد النساء الناشطات في البحرين. وشاركت في الندوة منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ومتحدثة باسم الجامعة الأمريكية.
وأشرفت منظمة “أمريكيون” ( ADHRB) على تنظيم الندوة التي ناقشت تقريرها المشترك مع منظمة ( BIRD) والذي حمل عنوان “كسر الصت”. التقرير استعرض انتهاكات ممنهجة ضد 9 نساء تعرضن للإعتقال والتعذيب والإستهداف. وتحدثت السيدة بريجت عن منظمة (ADHRB) عن الصعوبات التي تواجهها المنظمات الحقوقية للتعرف على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، بسبب عدم السماح لهم بزيارة البلاد، مشيرة إلى منع العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش من زيارة البحرين.
واعتبرت بريجت دعم الولايات المتحدة لقوات الأمن الخليفي في البحرين هو تعزيز للمخاوف بشأن استمرار الإنتهاكات، مؤكدة أن ذلك يتضح من خلال تحليل حالات السجينات التسع، اللاتي أشار لهن تقرير “كسر الصمت”.
واستعرضت بريجت جملة من الإنتهاكات التي تعرضت لها السجينات السياسيات، بما في ذلك الإعتداءات الجسدية واللفظية، والتي بلغت حد الإعتداءات الجنسية في داخل السجون وغرف التعذيب.
من جانبه لفت السيد جو ستورك المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش” إلى أن النساء اللاتي تعرضن إلى الإعتقال تمت معاملتهن بنفس مستوى معاملة المعتقلين من الرجال. وشمل ذلك الاحتجاز التعسفي، والإخفاء القسري، ونزع الإعترافات عن طريق التعذيب. وشدد جو ستورك على أن استهداف المرأة والإساءة إليها هي من الأمور الواضحة التي تتسم بها السياسة في داخل البحرين، ولا تستفرد فيها السعودية لوحدها. جو ستورك أشار خلال مشاركته أيضا إلى الدور الرئيسي لجهاز الأمن الوطني في داخل البحرين، ومباشرة ذلك الجهاز ومسؤوليته عن الإنتهاكات والتعذيب والإساءة للنساء.
البروفيسور في الجامعة الأمريكية شادي مختاري تطرقت إلى محاولات التضليل الحكومية من خلال إشراك المرأة في التعينات الجانبية في الدو لصرف الأنظار عن الإنتهاكات.
وقالت مختاري إلى أن بعض الدول عمدت إلى تعيين سفيرات، ووزراء من النساء وهي خطوات هامشية لا تعني بالضرورة عدم وجود الإنتهاكات. وأشادت الأستاذة الجامعية بدور المرأة البحرانية، التي تعرضت للإنتهاكات بسبب دورها البارز وتطلعها للمشاركة في الحياة السياسية. كما استنكرت في كلمتها تعريض الناشطات لسوء المعاملة وإكراههن على الإعتراف بقضايا مفبركة لتحجيم دورهن في الحياة السياسية والإجتماعية.
بدوره قال فيليب ناسيف من منظمة العفو الدولية أن “ الناس لم يعودوا خائفين من المطالبة بمسائلة حكوماتهم”. مؤكدا أنه ورغم القمع إلا أنهم “قادرون على توثيق نتهاكات حقوق الإنسان وإيصال أصوات الضحايا”. واستعرض فيليب نماذج لنضال المرأة في العالم العربي والبحرين، مشيرا إلى دورهن البارز في الحركات المطالبة بالتغيير.
وفي مقابل الدور البارز للمرأة في البحرين، تتخذ السلطات الحاكمة إجراءات مشددة ضد النساء وهو ما يظهره تقرير “كسر الصمت” الذي يشرح بشكل مفصل ما تعرضت إليه النساء البحرانيات في السجون. من جهة أخرى فإن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للأنظمة التي تمارس انتهاكات حقوق الإنسان ومن ضمنها البحرين يعد تشجيعا لها في الاستمرار في الإنتهاكات.
وضمن قصص النساء التسعة تناول التقرير الانتهاكات التي تعرضن لها، توقفت ( ADHRB) على قضية المعتقلة هاجر منصور. واعتبرت متحدثة باسم المنظمة أنها من القضايا الصادمة في الاعتداء على النساء، كونها ضحية تعرضت للإستهداف بسبب نشاط صهرها السيد أحمد الوداعي في لندن.
وتقود منظمة (ADHRB) حملة مناصرة للنساء من خلال تقرير “كسر الصمت” الذي عملت عليه مع منظمة (BIRD) واحتوى 135صفحة. ويشير التقرير إلى تجربة تسع نساء في داخل السجون الخليفية، حيث يوضح عبر شهاداتهن سياسة التعذيب الممنهج والإفلات من العقاب. وتأتي ندوة مجلس الكونجرس ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها منظمة “أمريكيون” لتسليط الضوء على الأوضاع الحقوقية في البحرين عامة، وخصوصا أوضاع النساء الناشطات فيها.