في ندوة بذكرى عيد الشهداء: انتهاكات في البحرين وغياب للمسائلة مع صمت غربي ودعم بريطاني للعائلة الخليفية
البحرين اليوم – العالم
عقدت منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان (ADHRB) بالتعاون مع المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR) ندوة على العالم الافتراضي الأربعاء 16 ديسمبر, إحياء ليوم الشهيد البحراني.
افتتحت الندوة بحديث للمخرجة جين مارلو التي سافرت إلى البحرين في العام 2012 لتصوير قمع السلطات للاحتجاجات الجماهيرية التي شهدتها البلاد للمطالبة بالتغيير الديمقراطي, موضحة بانها كانت تريد معرفة انعكاسات وتداعيات القمع على المتضررين. سلط الفلم الضوء على مقتل الفتى علي جواد الشيخ من سترة حيث التقت جين بعائلته ورصدت الآثار التي تركها استشهاد الشيخ على حياتهم اليومية. ثم عرضت جين مقتطفات من فلمها.
تارا أوغريدي
ثم تحدثت الناشطة الأيرلندية تارا أوغريدي عن ممارسات التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء في البحرين, مشيرة إلى مقتل وإصابة عشرات المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات التي انطلقت في البلاد عام 2011 بمن فيهم نشطاء ومراهقون ونساء وأطفال. كما تحدثت عن حظر اتصال السجناء السياسيين بأكثر من 5 أشخاص، وإبقائهم في السجن رغم انتشار فيروس كورونا.
وعن تورط الحكومة البريطانية في الانتهاكات التي تحصل في البحرين لفتت اولريدي إلى أن ضباط شرطة من البحرين تلقوا تدريبات في المملكة المتحدة وقد تورطوا لاحقًا في قتل المتظاهرين ونشطاء المعارضة والتحرش بهم جنسياً وتعذيبهم. ولفتت اولريدي إلى ان هناك تاريخ غني من العلاقة الوثيقة بين العائلة المالكة البريطانية وعائلة آل خليفة ”ولهذا السبب لا تحاسب بريطانيا البحرين على جرائمها“. وأكدت أوغريدي على أن مشكلة #البحرين تكمن في عدم محاسبة المتورطين في قمع المتظاهرين والنشطاء السلميين.
ستيفن بيل
ثم تحدث الناشط البريطاني ستيفن بيل من تحالف أوقفوا الحرب حول العلاقات بين البحرين والمملكة المتحدة, مفتتحا بالتأكيد على غياب الحريات الأساسية في البحرين مثل حرية التعبير، حرية المعتقد, منتقدا في ذات الوقت دعم المملكة المتحدة للنظام في البحرين لأسباب وصفها بالسياسية إيران, كما وأن سياستها قائمة على المصالح بدل ارساء حقوق الانسان والحرية. لكنه يرى أن ذلك خاطئ ”لأن المملكة المتحدة يجب أن تركز على الديمقرطية في البحرين” . كما انتقد بيل الزيارة الأخيرة لوزيرة الداخلية البريطانية لمخفر المحرق, المشهور بكونه مركز للتعذيب, حيث عبرت الوزيرة عن ارتياحها للإصلاحات التي حدثت رغم عدم وجود إصلاحات .
وقال بيل“ يمكن لأي شخص لديه نظرة نقدية أن يرى أنه لا يوجد إصلاح جوهري قيد التنفيذ في البحرين, لافتا إلى ان حرية الصحافة والدين وحرية تكوين الأحزاب السياسية من الحقوق الأساسية ولكنها غائبة في البحرين. واختتم بيل كلمته بالتأكيد على أن المملكة المتحدة تتفادى التعبير عن دعمها لنضال الشعب البحراني، لأنها ستكون ملزمة للتصرف للتصرف بشأن الجرائم التي يرتكبها النظام.
سعيد حدادي
كان آخر المتحدثين الناشط سعيد حدادي الذي عمل سابقا في منظمة العفو الدولية حيث تطرق إلى غياب المسائلة وتفشي سياسات الإفلات من العقاب. افتتح حديثه بالإشارة إلى أن نشطاء المعارضة تعرضوا للتعذيب والاعتقال والقتل في البحرين, لافتا إلى أن محققين دوليين انتدبتهم السلطات للتحقيق في هذه الانتهاكات، فشلوا في ضمان المساءلة.
لفت حدادي إلى أن السلطات الحاكمة في البحرين لا تعاقب سوى الضباط من ذوي الرتب الدنيا الذين ليس لديهم سلطة حقيقية فيما يحدث داخل أقسام الشرطة أو الانتهاكات التي تحدث أثناء الاحتجاجات والعنف الذي يتعرض له المحتجون.
وعد حدادي اعتقال الشيخ علي سلمان ”علامة واضحة على أن السلطات لم تكن مهتمة بالإصلاحات“ ورأى أن صمت الغرب ودعم الحلفاء“ أوقف أي أمل ديمقراطي في البلاد فأغلقت السلطات وعد وصحيفة الوسط بعد عام واستمرت في اعتقال وتعذيب النشطاء“.
هذا وعرض خلال الندوة فيلم قصير تحت عنوان البحرين عاصمة التعذيب سلط الضوء على بعض الانتهاكات التي تحدث في البحرين والتي تطال المحكومين بالإعدام في البحرين وللمطالبة بإلغاء تلك الأحكام فوراً.
يذكر ان هذه الندوة تعقد ضمن سلسلة من الفعاليات التي أطلقتها المعارضة البحرانية بمناسبة عيد الشهداء الذي يصادف الخميس 17 ديسمبر وهو اليوم الذي استشهد فيه الهانيين, هاني خميس وهاني الوسطى خلال التسعينات من القرن الماضي.