في ندوة بذكرى الانسحاب البريطاني من الخليج: المملكة المتحدة تركت إرثا ثقيلا من القمع
البحرين اليوم – من اوروبا ..
نظم المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان ندوة افتراضية الإثنين 16 أغسطس بعنوان“ الذكرى الخمسين للانسحاب البريطاني من الخليج: الإرث والمسار“ بمشاركة باحثين وناشطين.
تحدث في الندوة المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي مسلطا الضوء على دوافع الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج قبل نصف قرن, وعن الإرث الذي تركته المملكة المتحدة في المنطقة ودورها لمرحلة مابعد الانسحاب.
أشار الشهابي إلى عدة متغيرات وقفت خلف قرار الانسحاب البريطاني منها أقتصادية بعد ان خرجت المملكة المتحدة منهكة من الحرب العالمية الثانية, واستقلال الهند التي كانت توصف بدرة التاج البريطاني إضافة إلى ماحدث في قناة السويس.
لفت الشهابي إلى أن هناك بعض الإيجابيات التي تركتها بريطانيا ومنها تعليم اللغة الانكليزية وتنظيم المرور لكنها لا تقارن بالإرث الثقيل الذي تركتها على صعيد القمع ومصادرة الحريات في البحرين.
أشار إلى حل البرلمان ووقف العمل بأول دستور للبلاد بعد الاستقلال ثم حملة القمع التي شارك فيها بريطانيون وعلى رأسهم أيان هندرسون الذي قاد ما يسمى بجهاز الأمن الوطني المسؤول عن تعذيب المعارضين البحرانيين.
كما انها دعمت النظام الخليفي عقب ثورة 14 فبراير ومارست دور المبيض لصفحة انتهاكاته في المحافل الدولية. واختتم الشهابي كلمته باشارة إلى ان بريطانيا لم تتعلم الدرس لحد الآن فهي تترك البلدان دون ان ترتب أوضاعها مستشهدا بالانسحاب الأخير من أفغانستان.
كان المتحدث الثاني الناشط البريطاني سام والتون المدير التنفيذي لمنظمة تحرير التيبت وتيبت ووتش
الذي تطرق في كلمته إلى استمرار المملكة المتحدة في دعم نظام آل خليفة ومعارضة المجتمع المدني البريطاني لهذه السياسة.
لفت إلى مبيعات الأسلحة البريطانية إلى البحرين وإلى إزدواجية المملكة المتحدة فهي من ناحية تضع البحرين على قائمة الدول ذات الأولوية بالحاجة لتحسين اوضاع حقوق الإنسان, ومن ناحية أخرى تضعها على قائمة الدول ذات الأولوية التجارية.
وانتقد والتون المسؤولين البريطانيين الذي يزورون البحرين ويدعون أن حقوق الإنسان على أجندتهم لكن في الواقع فإن مبيعات الأسلحة على أجندتهم.
كما أشار إلى التعاون في مجال تدريب ضباط الشرطة من البحرين في جامعة هيدرسفيلد التي فتحت لهم فرعا في مركز شرطة المحرق في البحرين, وهو معروف بأنه مركز تعذيب. وبين والتون ان المجتمع المدني البريطاني يعارض هذه السياسة وقد نجح في منع صفقة لصادرات الأسلحة إلى البحرين.
كانت آخر المتحدثين جوسي ثم من معهد البحرين للحقوق والديمقراطية( BIRD) التي تطرقت في كلمتها حول وضع الأكاديمي البحراني المضرب عن الطعام في سجن جو بالبحرين عبدالجليل السنكيس.
تحدثت عن الدكتور السنكيس وتقرير من الاحزاب في البرلمان حول حقوق الانسان في الخليج
وتخصص اموال لدول الخليج وهي مرتبطة بالانتهاكات ولم توضح كيفية صرف الاموال. أشارت في بداية كلمتها إلى تقرير قدمته أحزاب بريطانية في البرلمان بشأن المساعدات التي قدمتها بريطانيا لدول الخليج لتحسين أوضاع حقوق الإنسان لكنها في الواقع استخدمت لتبييض تلك الانتهاكات ومنها المرتكبة بحق الاطفال في البحرين وجرائم الحرب التي ارتكبتها السعودية في اليمن.
وبشأن الدكتور السنكيس أشارت إلى أنه دخل في احتجاجا على المعاملة اللا إنسانية والمهينة التي يتعرض لها في سجن جو وللمطالبة بإعادة كتاب ألفه في السجن وصادرته السلطات ، وخصص له أربع سنوات من البحث.