في موقع “ميدل إيست آي”: ولي العهد السعودي يستعين بألف عسكري باكستاني لحمايته شخصياً
من لندن-البحرين اليوم
نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالة للكاتبة ” دانيا عقاد” الأربعاء(21 فبراير 2018) تحت عنوان: “لماذا ترسل باكستان 1000 جندي إلى السعودية”، في إشارة إلى إعلان إسلام آباد إرسال أكثر من ألف جندى جديد إلى السعودية.
وأوضحت الكاتبة أن تفاصيل المهمة وسبب إرسال الجنود “لاتزال غامضة لحد الآن، فيما وصفت صحيفة باكستانية بارزة الإعلان باللغز وطالب سياسيون بمناقشته، وتم استدعاء وزير الدفاع، حيث يأتى هذا القرار بعد مرور ثلاث سنوات من رفض باكستان إرسال جنود للانضمام إلى الحملة العسكرية التي تقودها السعودية فى اليمن.
وأعلن الجيش الباكستاني رسميا أن القوات “تقوم بالتدريب وتقديم المشورة”، ولن يتم نشرها خارج السعودية، وخصوصا في اليمن، وقال وزير الدفاع خورام داستجير لمجلس الشيوخ الباكستانى أن هناك بالفعل 1600 جندى فى البلاد، لكن توضيحات الوزير لم تقنع السياسيين، حيث وصف رئيس مجلس الشيوخ رضا رباني تصريحات الوزير بـ”غير الكافية”.
وفي هذا الخضم، يتوقع محللون أن المهمة الحقيقية للقوات الباكستانية قد تكون لحماية العائلة المالكة السعودية، بعد أشهر من عملية تطهير شهدت مئات من أغنى مواطني السعودية، وأقاربهم بسبب الفساد المزعوم.
وفي هذا الصدد قال كمال علم، وهو زميل زائر في المعهد الملكي للخدمات لـ “ميدل إيست آي”: “قد يعتقد السعوديون أن هناك مشكلة داخلية وأنهم لا يمكنهم الوثوق برجالهم، لذا فهم يحصلون على مساعدة الباكستانيين”.
وبيّنت المقالة أن هذه ليست المرة الأولى التي يحرس فيها الباكستانيون العائلة المالكة، ففي بداية السبعينات، قام الملك فيصل، الذي استرشدت سياسته الخارجية بـ”الإسلاموية”، ورئيس الوزراء الباكستاني آنذاك ذو الفقار علي بوتو، بتطوير علاقة دافئة شهدت أول وجود عسكري باكستاني في السعودية.
وبناء على طلب من الملك فهد في عام 1982، أرسل الجنرال ضياء الحق، رئيس باكستان آنذاك، لواء مدرع إلى السعودية. وقال بروس ريدل، المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية ومدير مشروع بروكينغز الاستخباراتي، هذا الأسبوع “كانت قوة قتال نخبة للدفاع عن النظام الملكي من أي عدو في الداخل أو في الخارج”.
وقال ريدل “إنه يعتقد أن الانتشار الجديد سوف يستخدم في المقام الأول كقوة الحرس الشخصي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدعم من الحرس الشخصي الملكي”.
وأضاف ريدل أن الوحدة “ستكون مخلصة له وباكستان فقط فى حالة تحرك أعداؤه للإطاحة به أو قتله”. وقال “لقد صنع الكثير من الأعداء في ثلاث سنوات، بما في ذلك العديد ضمن صفوف العائلة المالكة”.
ويثير هذا الإنتشار العسكري الجديد حساسية في الباكستان بالرغم من العلاقات الوثيقة بين السعودية وباكستان إذ “حاول الباكستانيون فى السنوات الاخيرة الابتعاد عن الانطباع بأنهم دمى بيد سعودية”.
ولفتت الكاتبة إلى أن الجنرال عمر جاويد باجوا، رئيس الجيش الباكستاني الحالي الذي تولى القيادة في نوفمبر 2016، ركز على بناء علاقات حول الخليج بما في ذلك مع إيران وللمرة الأولى. وقد يؤدي الانتشار السعودي الجديد إلى تعطيل هذه الجهود، على الرغم من أن باجوا قد اتصل بإيران وتركيا وقطر قبل الإعلان.
واستبعد مختصون أن يتم نشر تلك القوات في اليمن مشيرين إلى رفض البرلمان الباكستاني في عام 2015 لطلب سعودي لإرسال قوات باكستانية للمشاركة في الحرب على اليمن.