البحرين اليوم – العالم
نظمت شخصيات بحرانية معارضة الأربعاء (8 يوليو) مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى الـ 25 لاستشهاد الفتى سعيد الإسكافي تحت مباضع الجلادين في البحرين.
المهرجان الذي عقد عبر العالم الافتراضي شارك فيه كل من المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي، والشيخ عبدالله الصالح نائب الامين العام لجمعية العمل الاسلامي، والناشط المعارض إبراهيم الدمستاني، وعضو جمعية الوفاق الدكتور جلال فيروز، ونائب الأمين العام لجمعية الحريات والحقوق عبدالغني الخنجر، فيما كان عريف المهرجان الناشط السياسي علي مشيع.
افتتح المهرجان الناشط مشيع التي تحدث عن ممارسات التعذيب الجارية في البحرين والخطر الذي يواجه ناشطين بحرانيين محكومين بالإعدام. وأكد مشيع على أن ممارسات التعذيب ممنهجة في البحرين ومضى عليها عقود، وتندرج ضمن سياسات البطش الذي ينتهجها النظام ضد البحرانيين.
وشدّد مشيع على أن النظام ومن خلال تلك السياسات وعبر إيصاله في ماء الأبرياء فإنه “أفقد اي أمل للتعايش مع السكان الأصليين“ ورفع مشيمع باسمه وباسم المتحدثين أسمى آيات الاجلال والعرفان لعوائل الشهداء مطالبا بالقصاص من الجلادين.
كان أول المتحدثين سماحة الشيخ عبدالله الصالح نائب الامين العام لجمعية العمل الاسلامي الذي أكد في كلمته على أن ”آل خليفة والقتل والتعذيب صنوان لايفترقان أبدا منذ أن وطات أقدامهم أرض البحرين“ متهما إياهم بالبربرية والهمجية.
ولفت الصالح إلى أن ممارسات التعذيب مسلسل طويل متواصل منذ عقود خلت خلال عازيا ذلك إلى غياب أي رادع قوي يمنع آل خليفة من ارتكاب جرائمهم ومنها قتل الشهيد سعيد الاسكافي، لافتا إلى أن النظام لايزال يقتل ويعذب السجناء إلى يومنا هذا.
وحيا المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي الشباب المعتقلين واصفا مايجري في البحرين اليوم شبيه لما جرى من تعذيب وقتل للشهيد الإسكافي قبل ربع قرن قائلا ”ما أشبه اليوم بالبارحة“. ورأى الشهابي أن ممارسات التعذيب أحد أسباب وقوع ثورة 14 فبراير المباركة.
واعتبر الشهابي أن الثورة ما كانت لتنطلق لو أوقف النظام تلك الممارسات وحاسب الجلادين وقال في هذا الخصوص “لو أن دماء الشهداء تمت محاسبة من أراقها في السبعينات ولو لم يصدر النظام العفو عن المعتقلين وجلاديهم، ماحصلت الثورة“. وتحدث الشهابي عن كيفية تعذيب الإسكافي وقتله لافتا إلى أن حالة الشهيد جميل العلي كانت أول حالة توثيق للتعذيب في تاريخ البحرين.
وتحدث المعارض البحراني وعضو الكادر الطبي إبراهيم الدمستاني إلى استخدام أساليب التعذيب والترهيب لأجل إرهاب الناس وتطويعهم ومنعهم من المشاركة في الثورة، وقال الدمستاني بهذا الخصوص “لقد نجح النظام جزئيا لكن ألاعيبه انكشفت“.
وتطرق الدمستاني إلى صمود الناشطين والناشطات داخل المعتقلات الخليفية، ومنهم رولا الصفار عضو الكادر الطبي التي لم يرهبها الجلادون خلال فترة اعتقالها بل صمدت خلال تعذيبها. كما أشار إلى صمود الشهيد علي صقر الذي كان يعذب بشكل لا يحتمل بالقرب منه. وحيا الدمستاني صمود الناشطة الحقوقية إبتسام الصائغ في معتقلات الخليفيين، مؤكدا على أن ”التعذيب لن يوقف انتفاضة الشعب من أجل التحرر ومواجهة الظالم وان الشعب سيواصل الدرب والصمود“.
النائب السابق والقيادي في جمعية الوفاق أشار خلال كلمته على أن التعذيب يجري في البحرين على قدم وساق منذ أكثر من نصف قرن، واوضح فيروز بان النظام لا يأمر بالتعذيب فحسب بل يكرم الجلادين أمثال فليفل والوزان والمعاودة الذين حصلوا على مزايا كثيرة مستفيدين من قانون 56 للعام 2002 الذي منح حصانة للجلادين. داعيا إلى تقديم شكاوى للمحاكم الدولية ضد المعذّبين.
وحمل فيروز حلفاء النظام مسؤولية استمراره في سياساته المتعجرفة قائلا: “إن النظام مدعوم من أمريكا وآل سعود وينبغي أن نفضح هؤلاء لكي يكفوا عن نصرة هذا النظام“. لكنه أكد على مايجب على المعارضة فعله في كيفية مواجهة النظام وتصعيد العمل ضد المعذّبين، مشددا على أهمية التكاتف ورسم برنامج عمل بين الشخصيات الحقوقية لمعاقبة النظام.
كان آخر المتحدثين الأستاذ عبدالغني الخنجر الذي لفت إلى أن لجان تقصي الحقائق أثبتت أن التعذيب ممارسة ممنهجة في البحرين، محمّلا رأس النظام المسؤولية بهدف ”تطويع الشعب وليحكم آل خليفة قبضتهم على البلاد عبر إطلاق كلابهم المسعورة في جهاز الأمن الوطني“.
لكن الخنجر شدد على أن الشعب لن يركع أو يستسلم. وبشأن أسباب استمرار ممارسات التعذيب في البحرين طوال العقود الماضية أرجع الخنجر ذلك إلى وجود إرادتين لان هناك تحمي المعذبين في الداخل وخارجية قائلا:“ وهما إرادة رأس النظام في الداخل والإرادة الأميركية والبريطانية التي تحمي حمد الخليفة في الخارج وتوفر له الغطاء“. واختتم الخنجر كلمته بان الشعب لن يستسلم وسيق ضد داعمي النظام الذي يبيضون جرائمه في الخارج.