في مهرجان بذكرى الثورة البحرانية: استمرّوا بثورتكم.. فالنصر آتٍ
من لندن-البحرين اليوم:
أقيم مهرجان خطابي مساء يوم أمس الجمعه (12 فبراير 2016) في حسينية الرسول الأعظم في العاصمة البريطانية لندن، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لإندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين، والتي تتزامن مع أربعينية الشهيد آية الله نمر باقر النمر.
المهرجان الذي انطلق تحت شعار “الإستبداد واستهداف العلماء في منطقة الخليج” شاركت فيه شخصيات إسلامية، فضلا عن ممثلي العديد من المؤسسات الإسلامية العاملة في لندن.
ألقى الشيخ حسن التريكي رئيس المجلس الثقافي الإسلامي كلمة حيّى فيها أبناء الشعب البحراني الصامدين في ساحات المواجهة مع النظام والمصرين على مواصلة ثورتهم برغم القمع الحكومي. وفي معرض إشارته إلى استشهاد الشيخ النمر؛ قال التريكي بأن الطواغيت اعتادوا على قتل العلماء الأحرار المنادين بالعدالة ظنا منهم بأنهم قادرون على وقف ثورات الشعوب لكن دماء الشهداء تنتصر في نهاية المطاف.
وآلقى السيد إحسان الحكيم ممثل المجلس الأعلى العراقي في بريطانيا وايرلندا كلمة بالمناسبة قال فيها “يتزامن لقاؤنا هذا السنة مع أربعينية الشهيد النمر، الذي ذهب ضحية لطغيان بني سلول”، بحسب تعبيره.
وأضاف “إن دماء النمر ستحرر الكثيرين بعد أن كشف قتله عن خسة طبع الظالمين”. وأردف قائلا “إن مجرمي هذا العصر لا يكتبون قدر شخص اختار الشهادة، وما حل على النمر هو كرامة عظمى”.
ودان الحكيم ما سماه “الاستهتار بالقيم الانسانية” وقدّم تعازيه لأسرة الشهيد بهذا المصاب.
وأما فيما يتعلق بالثورة البحرانية فقال ” تمر علينا ذكرى الانتفاضة البحرانية حيث سقط المئات من الشهداء والجرحى، و تم اعتقال العلماء في البحرين لأنهم يرفضون التخلي عن واجبهم الشرعي وقد تعرض الكثير منهم إلى الاستهداف”، وأكد الحكيم على أن المجلس الأعلى يضع قضية البحرين نصب عينيه خلال الإتصالات التي يجريها مع دول الخليج. واختتم كلمته بالقول “لو أردنا الحديث عن مظلومية أهل البحرين لما اتسع الوقت”.
الخطيب الحسيني السيد هاشم شبر وصف في كلمته الشهداء بأنهم “عرق الأمة النابض وبان إنجازاتهم تبدأ عند مقاومتهم للطاغوت وأن الشهداء يولدون حين يموتون”، مضيفا إن ” جل الشهداء مفتوح ولن يغلق”.
وقال شبر “يتعرض علماء الخليج إلى القتل في البحرين والأحساء والقطيف ويدفعون ضريبة حب علي”، وفق قوله، مشيرا إلى الظلم الذي وقع على علي وأتباعه خلال فترة حكم الدولتين الأموية والعباسية والذي امتد لسبعة قرون.
واعتبر شبر نظام آل سعود بأنه “الحاضنة الفكرية للإرهاب والتكفير في المعمورة “، مضيفا “ليس سرا أن نشاهد الطائرات السعودية تقصف وتقتل اهل اليمن، فيما أرسلوا جيوشهم لاحتلال البحرين وكانت آخر جرائمهم جريمة إعدام النمر”.
الباحث والمفكر الدكتور حمزة الحسن وصف النمر في كلمته ب” الرمشة التي جاءت في منطقة لا تولّد قيادات”، مضيفا “لم يخرج في تاريخ هذه المنطقة قائد كالشيخ النمر، لقد نال ما أراد وقد خطط لذلك ونال الطغاة أيضا ما أرادوا عندما قتلوه”.
وأضاف “إن الشيخ النمر منتج حقيقي في هذه المنطقة التي تقل فيها القيادات”.
وأكد الحسن على أن “البخل والجبن لن يصنعا قائدا”. وقال “لقد عاد النمر إلى المنطقة الشرقية في التسعينات من القرن الماضي وقد بدا نشاطه في المنطقة من الصفر”.
وأثنى الحسن على شجاعة النمر قائلا ” لم يتفوه أحد في تاريخ السعودية بمثل ماتحدث به النمر عن قضيتين ازعجتا آل سعود وهما قضية الإنفصال وفرحه بموت نايف”.
وأكد الحسن على ان النمر كان “المحرك الأساسي للحراك في المنطقة الشرقية”.
وبشأن تداعيات إعدام النمر قال الحسن ” إن استشهاد الشبخ أطلق شحنة عاطفية كبيرة في المنطقة” مضيفا إن ” ن يعتقد بوقوع التغيير بلا ثمن فهو مخطئ. وإن نظام آل سعود يسير نحو الإنحدار”. ووصف الحسن البحرين ب”جرح الخليج النازف، وأن ثورتها ليست عابرة، وكما هي عليه الحال بالنسبة لشخصية النمر”.
كان السيد محمد الموسوي الأمين العام لرابطة اهل البيت متحدثا آخر في المهرجان إذ قال “نال الشبخ النمر أمنيته بالشهادة وهي ليست بالجديدة في منهج أهل البيت”، مضيفا “إن الشهادة وسام يفتخر به شيعة أهل البيت عليهم السلام”. وأعرب الموسوي عن استنكاره لإعدام النمر الذي اعتبر أنه لم يرتكب أي مخالفة قانونية.
وقال إن “النمر نبراس لكل من ينكر المنكر بشكل علني ويقف بوجه الفساد المالي والسياسي”.
وأضاف علينا أن نحشد الناس ضد كل من ظلم الناس، هناك ظلمة يحتمون بجهات سياسية وينبغي أن تنصب جهود المخلصين على إنكار المنكر في كل بلد وليس في السعودية والبحرين فقط”.
وابتدأ الدكتور حسن الصدر ممثل مكتب الشهيد الصدر في لندن كلمته بتوجيه السلام إلى أهل البحرين الذي “أعطى العالم دروسا في الصبر والثقة بالله تعالى”.
وأضاف إن ” الشعوب تثور أسابيع أو شهورا، ولكن لا تثور الشعوب لسنوات، كما فعل شعب البحرين” وأضاف” إنه لأمر نادر في تجارب الشعوب أن يصبر شعب بهذا المقدار”. داعيا البحرانيين إلى الإستمرار في ثورتهم قائلا” استمروا في ثورتكم يرحمكم الله”.
وبشأن إستشهاد النمر قال الصدر “إن العلماء الربانيين هم أمل كل الشعوب”. وأكد “إن خطر الاٍرهاب يهدد الشعوب وليس للبشرية من أمل في مواجهة هذا الاٍرهاب إلا بالفكر الناصع النابع من مدرسة اهل البيت”.
وحيى السيد هاشم الماجد عضو رابطة علماء الدين في بريطانيا الشعب البحراني في الذكرى الخامسة لثورته مبشرا الشعب بحتمية الإنتصار قائلا” إن النصر مشيئة الله التي وعدها المؤمنين ولقد واجهت ثورة الشعب وحشية وتآمرا ومنذ انطلاقها”.
واعتبر الماجد أن استشهاد النمر “شكّل منعطفا في تاريخ شبه الجزيرة وسيترك آثارا على المنطقة”.
كان مسك الختام للمعارض البحراني جواد عبد الوهاب الذي أكد في كلمته على أن واقع البحرين “لا يختلف عن واقع دول الاستبداد حيث مصادرة الإرادة الشرعية والاعتقالات” مضيفا بأن السلطات ” خدعت الشعب بأكذوبة الإصلاح التي روجت لها في العام 2000. وقال عبدالوهاب “إن واقع البحرين أكّد تأصَّل الدولة الأمنية واستمرار الفساد الاداري وتهميش المواطن في مختلف المناطق”.
وأضاف ” لقد اتسم عمل الحكومة بالفساد وازدادت مساحة الذين يعيشون تحت خط الفقر وساد الفساد في ظل هذا الحكومة غير المنتخبة وتحولت ملكية الأراضي والبحار إلى ملكيات خاصة للعائلة المالكة”، وأردف “لقد كشفت ثورة الرابع عشر من فبراير أكذوبة الإصلاح التي روجت لها السلطات”. ووقال” الشعب سينتصر بصمود الثوار وصبر القادة”. 
هذا وتخلل الحفل فقرة نشيد بصوت المنشد البحراني المبدع عباس يوسف، فيما كانت عرافة الحفل للناشط البحراني علي مشيمع. 
