في مقال بصحيفة (نيويورك تايمز).. الناشط الوداعي يتهم واشنطن ولندن بدعم النظام بعد استهداف عائلته في البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
اتهم الناشط الحقوقي البحراني السيد أحمد الوداعي الحكومةَ الأمريكية بالمشاركة في الاستهداف الذي تعرض له أفراد من عائلته في البحرين من قبل السلطات الخليفية، وذلك في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧م، مشيرا إلى دعم واشنطن للنظام المتهم بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
وكانت مجموعة من المليشيات الخليفية برفقة ضبّاط من الشرطة؛ اعتقلت في أوائل مارس الجاري السيد نزار الوداعي شقيق والدة زوجة الناشط الوداعي الذي يدير معهد البحرين للديمقراطية والحقوق، ومقره لندن، وبعد ثلاثة أيام اعتقلت والدة زوجته أيضا، وتم توجيه اتهامات مزعومة لهم بـ”زرع قنابل وهمية”، فيما أمرت النيابة العامة الخليفية باحتجازهم لمدة ٣٠ يوما.
وأفاد نزار بأن “الشرطة عذّبته وأجبرته على الاعتراف على أفراد آخرين من أسرته”، وأشار الوداعي في مقاله بأن القوات التي باشرت تعذيب أفراد عائلته ذكرت لهم بأن ذلك جاء “انتقاما من نشاطه في مجال حقوق الإنسان”.
وقبل أشهر، اعتقلت السلطات الخليفية في مطار البحرين زوجة الناشط الوداعي، وفصلتها قسرا عن ابنهم الصغير، وتم التعامل معها بشدة وجرّها من المعصمين وإخضاعها للتحقيق لأكثر من ٧ ساعات، كما هُدّدت حينها باعتقال آخرين من أفراد عائلتها.
وتطرق الوداعي في مقاله إلى مشاركته في التظاهرات التي شهدتها البلاد في العام ٢٠١١م، والتي كانت “أكبر حركة احتجاج تشهدها البحرين على الإطلاق، ودعت إلى حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية”، إلا أن الحاكم الخليفي حمد عيسى و”في محاولة لسحق” تلك التظاهرات؛ دعا الجيش السعودي للدخول إلى البلاد وتولي عملية القمع الواسعة، وقد تم اعتقال الوداعي حينها وتعرّض للتعذيب وحُوكم في محكمة عسكرية، “وبعد قضاء ستة أشهر في السجن، فرّ من البحرين، وتقدم بطلب اللجوء في المملكة المتحدة”.
وقال الوداعي بأن استهداف عائلته واستهداف زوجته يعبر عن “انخفاض جديد وشنيع في سياق سلسلة من أعمال القمع المتسارعة التي نفذتها الحكومة (الخليفية) منذ انتخاب دونالد ترامب”، مشيرا إلى إعادة الصلاحيات لجهاز الأمن الوطني في ٥ يناير الماضي، وبعد عشرة أيام، في ١٥ يناير، نفذت السلطات الخليفية عمليات الإعدام الأولى منذ عام ٢٠١٠م. وأكد الوداعي في مقاله بأن “الرجال الثلاثة الذين أعدموا؛ تعرَّضوا للتعذيب وحُكم عليهم بناءا على اعترافات كاذبة، وقد حُكم عليهم بالإعدام في محاكمات غير عادلة، واعتمدت المحكمة بشكل كامل تقريبا على تلك الاعترافات التي أُنتزعت بالإكراه”. وقد “دان مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بعمليات القتل خارج نطاق القضاء؛ عمليات الإعدام بشدة”.
وأضاف المقال بأنه في “٢١ فبراير عدّلت الحكومة الدستور لتمكين المحاكم العسكرية من محاكمة المدنيين”، وهي المحكمة التي حُوكم فيها الوداعي و٥٠٠ من المعتقلين، “بما في ذلك الأطباء الذين عالجوا المتظاهرين الجرحى في عام ٢٠١١م”، كما أعلنت الحكومة الخليفية في السابع من مارس الجاري رفع دعوى لحل جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد).
وقال الوداعي بأن “هذه التدابير القمعية المحسوبة من الحكومة الخليفية؛ ذهبت إلى حدود قصوى، ودون رادع، منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة”، مشيرا إلى العلاقة الجيدة التي ربطت ترامب مع النظام الخليفي الذي حجز فندقا مملوكا من ترامب لإقامة احتفالاته بعيده “الوطني” في العاصمة واشنطن.
وأوضح الوداعي بأن “الولايات المتحدة ليست وحدها التي تغض الطرف عن حملة الحكومة (الخليفية) ضد شعبها. ففي يناير، أعلنت حكومة المملكة المتحدة أنها تمنح المملكة مليوني جنيه استرليني إضافي كجزء من برنامج المملكة المتحدة الذي يتعدّى ملايين الجنيهات لدعم نظام الأمن والعدالة في البحرين”.
وختم الوداعي المقال بالقول بأنه في “عصر ترامب وبريسكت” فإن واشنطن ولندن تعملان على تقديم المصالح التجارية على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال بأن “ترامب لم يشجع مجموعات الكراهية في الداخل فحسب، بل شجّع أيضا الحكومات في الخارج، مثل حكومة (آل خليفة) في البحرين، على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان والاستهانة بالقانون الدولي دون عقاب”. وأضاف “بمساعدة واشنطن والمملكة المتحدة، فإن حكومة (..) حمد ترغب في تجاوز أي خط أحمر – بما في ذلك تشويه سمعتي علنيا والزعم بأنني “إرهابي” واستهداف عائلتي بالانتقام، وعلى طريقتها الخاصة”.