واشنطن – البحرين اليوم
في حلقة جديدة من سلسلة “ملفات الضحايا”؛ نشرت منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”؛ حلقة جديدة اليوم الجمعة ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧م وتناولت فيها الضحية الشهيد الطفل سجاد محمد أبوعبدالله (٣ أعوام) الذي استشهد نتيجة إصابته برصاص القوات السعودية في ١٢ يونيو الماضي أثناء وجوده في السيارة مع والدته وعمه وشقيقته في بلدة العوامية، شرق السعودية.
وأوضح التقرير بأن سجاد وعائلته كانوا في طريقهم لمشاركة طعام إفطار شهر رمضان مع الأقارب، وقد مرت سيارتهم بمركز شرطة العوامية، ودوى من هناك صوت إطلاق النار، حيث فوجئت الأم بابنها وهو ينزف بسبب إصابته برصاصة اخترقت باب السيارة الذي كان يجلس بجواره وعبرت نحو معصمه وبطنه.
وقد ظل الطفل سجاد في المستشفى وهو يعاني من الإصابة إلى أن أُستشهد في ٩ أغسطس الماضي، حيث ظلت العائلة بعد إصابته تبحث في العيادات والمستشفيات بحثا عن مساعدة طبية، إلى أن تم قبوله في نهاية المطاف في مجمع الدمام الطبي لإجراء عملية جراحية.
ونقل التقرير بأن شهود العيان أكدوا بأنه تم إطلاق النار على السيارة دون سابق إنذار من العربات المدرعة التي كانت تقف بجوار مركز شرطة العوامية، كما أنه لم تكن هناك أية “اشتباكات أو اضطرابات في المنطقة في ذلك الوقت”.
كما أوضح التقرير بأن سيارة العائلة كانت تتحرك ببطء، بسبب وجود الحواجز العسكرية التي تزيد من تبواطوء حركة المرور.
ويعتقد السكان المحليون، بحسب التقرير، بأن قوات الأمن السعودية كانت تستهدف المدنيين عشوائيا “انتقاما لمقتل ضابط في اليوم السابق” من إطلاق النار على الطفل سجاد.
وقد تعرضت العوامية لحصار وهجوم عسكري منذ مايو من العام الجاري، وهي مأهولة بمواطنين شيعة “يواجهون التمييز من السلطات المركزية السنية في السعودية”، وفق التقرير، وهو ما أدى لاحتجاجات خلال الربيع العربي في عام ٢٠١١م، حيث تمركزت القوات السعودية في مركز شرطة البلدة منذ ذلك الوقت، وقد أعلنت السلطات بداية العام ٢٠١٧م عن نيتها هدم حي المسورة التاريخي في البلدة، وهو ما ووجه بمقاومة محلية، ورفض أممي، ومنذ ذلك الوقت بدأت وتيرة “الاشتباكات” تشتد في البلدة.
تقرير منظمة “أمريكيون” أكد بأنه منذ استشهاد سجاد؛ فإن السلطات السعودية لم تفعل شيئا “لإجراء تحقيق فعال” حول ظروف مقتله، كما أن شهادات شهود العيان لم يتم الأخذ بها “أو تم تجاهلها”، في حين تروج الحكومة لمزاعم بأن المسؤولين عن إطلاق النار هم “إرهابيون” يقطنون البلدة، “دون تقديم أي دليل على ذلك”.
وجددت منظمة “أمريكيون” الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل فيما حصل للطفل سجاد، وأكدت بأن القانون الدولي يحظر استهداف المدنيين أثناء “النزاعات المسلحة، سواء أكانت داخلية أم خارجية”، وقالت بأنه يتعين على الحكومة في السعودية “التحقيق مع المسؤولين الذين أمروا بإطلاق النار ضد السيارة المدنية”، وأضافت المنظمة بأنه في الوقت الذي امتنعت الحكومة السعودية عن اتخاذ إجراءات وفق المسؤوليات الملقاة عليها؛ فإن على المجتمع الدولي السعي من أجل “تحقيق العدالة لسجاد وغير من ضحايا العوامية”.