في رمضان البحرين: كلا لأمريكا out out USA.. في الجمعة الأولى من شهر “مقاومة الاستكبار”
البحرين اليوم – (خاص)
ابتكار بحراني رمضاني آخر يُضاف إلى فعاليات الاحتجاج السياسي في هذا الشهر، وذلك بإعلان إئتلاف شباب ١٤ فبراير الجمعة الأولى من كلّ شهر رمضان يوماً وطنيا “لطرد القاعدة العسكرية الأمريكية في البحرين”. وخرجت أمس الأربعاء، ٣٠ مايو، تظاهرة نسوية في بلدة بوري في إطار التعبئة للفعاليات المركزية التي ستنطلق تحت هذا الشعار الجمعة المقبل.
يحمل اختيار هذا اليوم في الشهر الفضيل، وتحديد هذه المناسبة في أول جمعة من الشهر؛ (يحمل) دلالات هامة يمكن أن تكون لها تداعياتها في الموقف السياسي وفي الممارسة العملية أيضاً. في أجواء شهر رمضان، خلافا للمعتاد عليه في بعض البلدان والبيئات، فإن البحرانيين يتركّز عندهم أكثر مفهوم الثورة والتعبئة والمعاني الذي يُفترض أن يمنحها الصوم للصائمين الحقيقيين، بما في ذلك الصبر والصمود ومقاومة الشر والظلم. وأهل هذه البلاد يفعلون ذلك لكونهم يخوضون، منذ ٦ سنوات، برنامجا خاصا من الثورة التي لا تعرف الاستسلام والتراجع، ويجدون في شهر رمضان فرصا إضافية لتغذية هذا البرنامج بمزيد من الفعاليات التي لا تكتفي بالشكل، ولكنها تحرص أيضا على المضمون.
يتصل “اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكية في البحرين” بآخر جمعة من شهر رمضان، يوم القدس العالمي. ففي كلا الحدثين؛ يسجل المواطنون حضورا في الساحات لإعلان رفضهم لسياسات ما يصفونه بـ”الاستكبار العالمي”. وها هم اليوم يُعطون هذا الموقف بُعده المحلي، والأعمق، من خلال توجيه بوصلة الرفض إلى الوجود العسكري الذي بات غطاءاً فعلياً لعمليات القمع والقتل الذي يمارسها الخليفيون، وخاصة بعدما ظهر ترامب مع حمد في السعودية وكأنهما يتبادلان السخرية على جثث الضحايا السابقين والمحتملين.
يمكن قراءة الموقف الشعبي من “اليوم الوطني” الجديد الذي سينطلق يوم الجمعة، من خلال الشعارات التي رفعها الأهالي في تظاهرة الأمس: out out USA، كلا أمريكا، لا للاحتلال. يتعلق الأمر هنا، باستكبارٍ “فظيع” ينبغي أن يخرج من البلاد، لكونه بات وجودا “احتلالياً”. وهو موقف “وطني” لكونه يؤكد ضرورة سيادة هذه الأرض، وحرية قرارها واستقلاله، ورفض أن يكون أمرها رهناً للأجنبي، وبقوّة سلاحه وقواعدة العسكرية. يُصبح الرفض هنا أكثر مشروعية حينما يكون هذا الأجنبي سنداً وسلاحاً لاحتلالٍ أصغر في مواجهة شعبٍ أعزل.
