في رمضان البحرين: بدر الشيخ قاسم الغائبُ في مجلس الاستهلال.. عام كامل على آخر “طلّة بهية”
البحرين اليوم – (خاص)
في شهر رمضان هذا العام، وكما هي هي العادة السنوية، اجتمع كبار العلماء في البحرين لتحرّي رؤية هلال شهر رمضان. كان المعتاد أن يكون آية الله الشيخ عيسى قاسم بينهم، وفي الصّدر منهم. ولكن في رمضان هذا العام، افتقد هذا المجلسُ بدرَ الفقيه الذي أنار قلوباً وطريقاً لا يُعرَف له حدود، وهو البدر الذي يريد الخليفيون – بعد أسبوع من اجتياح الدراز والهجوم على منزل الشيخ قاسم- أن يحجبوه عن البحرين كلّها، وينفونه خارج البلاد.
قرابة العام الكامل مضى على آخر طلّة لبدر الفقيه. في يونيو من العام الماضي، حينما أعلن آل خليفة إسقاط الجنسية عن الشيخ؛ توافد المواطنون إلى جوار منزله. كان الأمر عفوياً، ولم يكن ثمّة وضوح في الخطة المقبلة التي ستشهدها ساحة الفداء. خرج إليهم الشيخ بعفويّة شبيهة، ولكنها كانت أكثر ودّاً ومحبّة. لم يكن يرتدي لباسه الدّيني الكامل والمعهود. بياضُ ثوبه كشفَ البياضَ الذي تدفّق من وجهه ويده التي ارتفعت إلى العشّاق، وهي تبادلهم المحبة وهتاف “هيهات منّا الذلة”. بعد هذا المشهد ارتسمت على الأرض المعادلاتُ التي يعرفها الجميع: اعتصام مفتوح حول منزل الشيخ، وثباتُ الأخير في منزله وعلى أرضه من غير أن يُعطي لآل خليفة كلمةً يريدون منه أن يقولها ولو همْساً وينتهي كلّ شيء: “أعتذر”. وحتى الساعة، وبعد اجتياح دمويّ أغرقَ عتبةَ منزل الشيخ بدماء الشهداء؛ فإنّ النظام ينتظر من الشيخ الوقور أن يقول هذه الكلمة، وأن يخرج على الشاشة وهو يصافح حمد عيسى ويقبّله، لينتهي كلّ هذا التوحّش الدموي. حتى اللحظة، لم تنجح المدرعات وآليات الإرهاب التي تحاصر منزله منذ الثلاثاء الماضي، على أن تُجبره على هذه الانحناءة الصغيرة.
ومع العلماء وكبارهم تتجدّد الأنباءُ عن زيارة قاموا بها لمنزل الشيخ قاسم اليوم الثلاثاء، ٣٠ مايو، وليس معلوماً حتى الآن ما دار في اللقاء، أو حقيقة هذه الأنباء. إلا أنّ البحرانيين يأملون أن يكون أيّ لقاء مع بدر الفقيه هو لمٌّ لشمل الغائب قسرا عن اجتماع هلال رمضان، وأن ينجح اللقاء في تكريس الثبات المدوّي الذي ترجمته دماءُ جمع من الفدائيين الذين لا تزال روائح دمائهم تُشمّ فى أرجاء الساحات التي سجّلت على الأرض ملحمة “الدفاع حتى الشهادة”.