في الذكرى الثامنة لمجزرة الدراز قوى المعارضة البحرانية: ساحة الفداء جسّدت وفاء الشعب وثباته!

البحرين اليوم – المنامة
أصدرت قوى المعارضة في البحرين اليوم الخميس 22 مايو، بيانًا بمناسبة الذكرى الثامنة لمجزرة «ساحة الفداء» التي ارتكبتها قوات النظام الخليفي في 23 مايو/أيار 2017، عندما اجتاحت اعتصام الدراز الذي استمر لأكثر من 300 يوم دفاعًا عن آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى). وأسفرت المجزرة عن استشهاد خمسة من المعتصمين وإصابة واعتقال المئات، في واحدة من أبشع حملات القمع التي شهدتها البلاد في إطار استهدافها للمكوّن الديني والسياسي المعارض.
وقالت قوى المعارضة في بيانها إن ما جرى في ساحة الفداء جاء في ظل حرب شاملة تشنّها السلطة على الوجود الديني والعقائدي والسياسي، عبر السعي الحثيث للسيطرة على المنابر والمؤسسات الدينية، وتقويض استقلالية الشأن الديني، وتطويعه بما يخدم أجندات الحكم، في مخالفة صريحة لثوابت العقيدة وموقع العلماء ودورهم الشرعي في المجتمع.
وأشارت إلى أنّ الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في ذلك اليوم – وهم: محمد الساري، محمد زين الدين، محمد العكري، أحمد العصفور، ومحمد حمدان – قدموا بدمائهم الزكية دروسًا خالدة في الفداء والصمود، مؤكدة أنّ ذكراهم ستبقى منارة في سجل الوطن المقاوم الرافض للعبودية والقهر.
وأضاف البيان أن أحداث ساحة الفداء كانت محطة متقدمة من المشروع الاضطهادي الذي بدأ بشكل ممنهج في يونيو/حزيران 2016، مع قرار حلّ الجمعيات السياسية والدينية وتجريم شعائر كـ«الخُمس»، وصولًا إلى المسّ المباشر بعقائد المواطنين ومحاكمة آية الله قاسم وهي محاكمة الجائرة، مثّلت ذروة المواجهة بين السلطة والهوية الدينية للشعب البحراني.
ولفتت المعارضة إلى أن الحملة على الشيخ قاسم لم تبدأ من فراغ، بل سبقتها حملة ممنهجة منذ عام 2012، أوعز بها رأس السلطة، ودُفعت فيها أدوات النظام الإعلامية لشنّ الإساءات الرخيصة ضدّه، ضمن مخطط يستهدف القيادة والعلماء الأحرار، بغرض تجويف المجتمع من رموزه ومصادر قوته الروحية والسياسية.
وأكدت أن استهداف الشيخ قاسم إنما جاء بسبب موقفه العلني والحاسم في دعم ثورة 14 فبراير، ودفاعه المستميت عن شعب البحرين ورموزه الوطنية، مشيرة إلى أنّ دوره المحوري كان له أثر بالغ في تقوية الحراك السلمي، خصوصًا خلال السنوات الأولى للثورة التي شهدت دخول قوات “درع الجزيرة” إلى البلاد.
وأشادت المعارضة بوعي الشعب البحراني ووفائه، قائلة إن كل فئات المجتمع البحراني هبّت للدفاع عن الشيخ قاسم لما يمثله من مظلة دينية ووطنية وجهادية كبرى، معبرة بذلك عن موقف وطني موحّد في مواجهة محاولات طمس الهوية الإسلامية الأصيلة. وأضافت أن المعتصمين في «ساحة الفداء» سطّروا ملحمة بطولية حقيقية، أكدت معدنهم الثابت والتزامهم بالقيم العليا، حيث شاركت مختلف القوى والمناطق في ذلك الاعتصام التاريخي حتى لحظة الهجوم الدامي.
وفي ختام البيان، دانت قوى المعارضة استمرار السلطة في سياسة الاضطهاد الديني، وعلى رأسها استمرار المنع الأمني لصلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز منذ ثمان سنوات، وناشدت المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسات التواطؤ، ورفع الغطاء عن النظام الخليفي، وتوجيه إدانة واضحة لانتهاكاته، والضغط عليه لوقف حربه على الهوية الدينية والتاريخية للشعب البحراني.