“غسيل الرياضة” سلاح آل خليفة لتبييض انتهاكاتهم لحقوق الإنسان
البحرين اليوم – متابعات ..
حكمت عائلة آل خليفة البحرين ومنذ احتلالها بالحديد والنار, وساموا أهل الأرض الأصليين شتى صنوف الاضطهاد والتمييز ونهب ثرواتهم حتى باتت ممارساتهم وبعد مرور أكثر من قرنين على غزوهم لبلاد أوال, سياسة ثابتة لا يحيدون عنها بل تزداد كل عام شراسة وشرها.
للخليفيين تاريخ حافل بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان ما أدى إلى انطلاق ثورات وانتفاضات ضدهم حتى لا يخلو عقد من الزمن طوال القرن الماضي من انتفاضة أو حراك معارض كان الخليفيون يقمعوه بكل قسوة وكانت آخر حلقة في مسلسل التنكيل الخليفي المستمر هي التصدي لثورة 14 فبراير التي اندلعت عام 2011 ولا زالت مستمرة.
واجهت السلطات الخليفية التظاهرات المطالبة بالتحول الديمقراطي بالحديد والنار, أطلقت النار على المحتجين, استشهد العشرات واعتقل الآلاف وتعرضوا لشتى صنوف التعذيب, وأسقطت جنسية المئات, وأعدم آخرون. قيدوا الحريات وحظروا العمل السياسي المعارض.
أصبحت انتهاكاتهم نارا على علم, وثقتها الجمعيات الحقوقية البحرانية والدولية ومن بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرها. الهيئات الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي أدانت تلك الانتهاكات ودعت لوقفها وتعويض الضحايا وإطلاق سراح سجناء الرأي.
ولكن لا حياة لمن تنادي, فقد صمّ الخليفيون آذانهم عن تلك الانتهاكات واحتموا وكعادتهم بحلفائهم الذين دعموا حكمهم ومنذ تأسيسه , ألا وهي المملكة المتحدة واستعانوا بآل سعود وآل نهيان وأخيرا بالصهاينة الذي فتحوا أبواب البحرين أمامهم وحولوا البحرين إلى قاعدة للتجسس في المنطقة.
لكنهم وبموازاة هذه التحالفات فإنهم سخّروا ثروات الشعب على شراء الأسلحة لمواجهة الشعب وجزءا كبيرا منها لتبييض صفحة انتهاكاتهم وتحسين صورتهم أمام العالم بعد أن بات ذكرهم مقترنا بالتعذيب والقمع والتمييز والتضييق على الحريات, حتى وصل الأمر إلى حد إصدار حليفهم الأميركي قرار يوجب على وزارة الخارجية تقييم أوضاع حقوق الإنسان في البحرين.
ولجوا باب الرياضة لتلميع صورتهم الكالحة, بدءا من سباق الجائزة الكبرى للسيارات وانتهاءا بسباقات ويندسور الملكية للخيول. اعتاد الخليفيون وبعد قمعهم انتفاضة التسعينات على تنظيم سباقات الجائزة الكبرى للسيارات فورمولا 1 منذ العام 2004 ولم تتوقف إلا في العام 2011 الذي اندلعت فيه ثورة 14 فبراير.
فرضت الثورة إيقاعها وأجبرت الخليفيين على إلغاء سباق ذلك العام, ثم عادت لتنظيمه كل عام برعاية من ولي العهد الخليفي سلمان. حاولت السلطات ولازالت تحاول وعبر السباق للترويج على أن البحرين بلد آمن يعيش سكانه بسلام, إلا أنه وعلى بعد بضعة كيلومترات عن حلبة السباقات في الصخير, تحكي قرى وبلدات البحرين واقعا آخر يحاول الخليفيون التغطية عليها بأضواء السباق وبهرجته.
هناك عائلات ثكلى وأخرى يقبع أبناؤها في السجون ومنهم من يعيش في المنافي, وهناك التمييز الطائفي والحرمان من الوظائف والفقر وووو. إلا أن البحرانيين آلوا على أنفسهم التصدي لإفشال مخطط الخليفيين باستخدام الرياضة للتغطية على ظلمهم وجورهم. تتصدى لمخططهم نجاح يوسف, تحتج على إجرامهم نجاح يوسف, تسجنها السلطات لسنوات ثم تطلق سراحها. يزيدون الطينة بلة! تجري معها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لقاءا يفضح انتهاكاتهم وما يتعرض له البحرانيون داخل السجون.
يحتج معارضون بحرانيون كل عام أمام مقر شركة فورمولا 1 في المملكة المتحدة, يطالبونها بإلغاء السباقات التي تنظمها في البحرين, يتهمونها بالتواطؤ مع النظام الخليفي بتقديم العقود التجارية على حقوق الإنسان وهو ما تؤكد عليه منظمة التجارة الدولية.
تتحول السباقات إلى مناسبة لتسليط الضوء على انتهاكات النظام, صحف غربية تفضح ذلك, نواب أوروبيون يستنكرون إقامتها في البحرين, بطل رياضة سباق السيارات لويس هاميلتون يعرب عن قلقه من الانتهاكات. يمنى الخليفيون بفشل ذريع فبدلا من أن تغطي السباقات على ظلمهم تحولت إلى مناسبة لتسليط الضوء على طغيانهم.
آخر حلقة في مسلسلهم هي سباقات ويندسور الملكية للخيول والتي تنظم كل عام في حلبة ويندسور في المملكة المتحدة. يرعى حاكم البحرين حمد تلك السباقات, توجه له دعوة لحضورها كل عام. تتحول هي الأخرى إلى مناسبة لتعرية إجرام الخليفي. يفاجأ حاكم البحرين بالحقوقي البحراني وضحية التعذيب سيد أحمد الوداعي مقتحما حلبة ويندسور معترضا على جلوس حمد جنب الملكة إليزابيث.
يقض الناشطون مضجعه مع كل سباق, يحضر في الناشطون فيدخل مرتزقته الذي جلبهم معهم من البحرين حالة من الاستنفار. وبعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كورونا يعود حمد ونجله أمير التعذيب ناصر للمشاركة في عروض ويندسور هذا العام.
ينال حضورهم استهجانا إعلاميا وسياسيا ويستفز المنظمات الحقوقية في بريطانيا. يوجه خمسة نواب بريطانيين يتقدمهم زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن رسالة مفتوحة إلى الملكة يدعوه فيها إلى عدم فرش السجادة الحمراء للدكتاتور حمد.
صحف بريطانية تنتقد هذه الدعوة ومنها الأوبزرفر التي تنشر مقالا تسلط فيه الضوء على ممارسات الدكتاتور ونجله نصور الذي سبق وأن رفعت محكمة بريطانية الحصانة عنه بعد اتهامه بالضلوع في تعذيب معارضين بحرانيين.
تتداعى منظمات بريطانية من بينها حملة مناهضة تجارة الأسلحة(CAAT) تدعو لتنظيم احتجاج في ويندسور اعتراضا على حضور حمد ونجله الاستعراض في يومه الأخير الأحد 15 مايو.
فكانت المفاجاة عودة حمد ونجله المبكرة إلى البحرين على غير ماجرت عليه العادة. لربما أصبح عبئا على العائلة المالكة في بريطانيا, بات حضوره يحرجها وهو الملطخة يديه بدماء البحرانيين, وهو الدكتاتوري الذي يحل ضيفا على أعرق ديمقراطية في العالم.
مرة أخرى يفشل البحرانيون مخططات الخليفيين لتبييض صفحة انتهاكاتهم عبر الرياضة, فقد تحول التبييض الرياضي إلى مناسبة لنشر غسيل انتهاكاتهم أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لم يعد بمقدوره الصمت على طغيانهم وفسادهم وهمجيتهم.