عيد الشهداء.. بين القمع الخليفي وإرادة شعب البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم: عبدالله البحراني
كاتب من البحرين
كما العادة، ونحن نستقبل ذكرى عزيزة على قلوب الشعب البحراني الأصيل، تطلع علينا بعض ما يؤكد أهمية إحيائه بالطريقة اللائقة بما يحويه من معانٍ سامية، وذكريات لا يمكن أن يمحوها القلم الأحمر للعصابة الخليفية في البحرين. نستقبل “عيد الشهداء” مع تضاعف فاحش لانتهاكات أجهزة الإرهاب الخليفية خلال الشهر المنصرم.
تتحدّث الإحصائيات الأولية عن وجود ما لا يقل عن 80 حالة أسر لمواطنين عزّل تم اقتحام منازلهم عنوة ودون إبراز إذن قضائي قانوني، أو من خلال نصب الكمائن لرجال الله المطاردين في الشوارع والأزقة، وهو ما حدث في بلدة النويدرات –جنوب المنامة- على سبيل المثال. كما أصدرت محاكم النظام ما لا يقل عن 57 حكماً بالسجن والغرامة على مواطنين أبرياء لا لجرم سوى أنهم جهروا بكلمة الحق كانت تختلج صدورهم، ومن بين تلك الأحكام؛ إسقاط الجنسية البحرانية عن 15 مواطناً أصيلاً قد تواجد أجداداهم على هذه الأرض قبل مجيئ قبيلة الخليفة المطرودة عن أرض الزبارة في قطر.
كل هذا، وثمة أحباء لنا في السجون يواجهون خطر القتل خارج القانون بعد إصدار أحكام جائرة عليهم بالإعدام بعد تلفيق تهم كيدية، وهناك تجربة لن ينساها شعب البحرين في تنفيذ حكم الإعدام في شهداء الفجر، فجر 15 فبراير 2017، وهم ثلاثة شبّان نادرين: سامي مشيمع، عباس السميع وعلي السنكيس، التي كانت ولا زالت، العصابة الخليفية تستهدف عوائلهم منذ عشرات السنين عبر الأسر والتعذيب والقتل والتشريد.
في ذكرى عيد الشهداء العظيم، نوجّه التحية الحرّة لقادتنا الأبطال في سجون العصابة الخليفية، القادة الذين كانوا يحيون هذه الذكرى بما يناسبها من إقامة الاحتفالات والخروج في تظاهرات وزيارة قبور الشهداء الأبرار وغيرها من الفعاليات. ونوجّه كل التحايا لأولياء الدم من أهالي وآباء وأمهات الشهداء الذين قدّموا فلذات أكبادهم فداءً للقيم والعزة والكرامة، وخصوصاً من يعاني منهم الآن من الأسر والهجرة القسرية أو الجراح التي ملأت أنجاء جسده.
أما ما نأمله من شعب البحرين في الداخل والجاليات البحرانية في خارج الحدود هو أن يقدّم كل منهم ما يمكنه من جهد في طريق تخليد الذكريات العطرة للشهداء منذ دخول البحرين للإسلام طوعاً وإلى يومنا هذا، فقد توالت الغزوات والاحتلالات على هذه الأرض الطيبة وسقط لنا الآلاف من الشهداء على طريق حفظ الدين وكرامة الإنسان، فحريُّ بنا أن نحفظ شيئاً من تاريخنا الذي يريد الخليفيون وداعميهم أن يطمسوه عبر مليارات الشعب المنهوبة.