البحرين اليوم – (خاص)
يدخل عبد الهادي الخواجة يوم غد الثلثاء، ٢٣ سبتمبر، يومه الثلاثين من الإضراب عن الطعام ومعه سجناء آخرون. البلدات واصلت تظاهراتها التضامنية مع الخواجة وبقية المضربين في سجون النظام، وهي رفعت خلال التظاهرات اليومية صور المعتقلين والشعارات الداعية لإسقاط النظام.
على المستوى الحقوقي هناك نشاط متواصل من أجل نصرة الخواجة ودعمه في خياره في “المقاومة داخل القضبان”، في حين تُبدي أوساط حقوقية أخرى قلقها على حياة الخواجة وتناشده فك الإضراب بعد أن “نجح في تحقيقه هدفه الإعلامي”. إلا أن جهات أخرى تذهب إلى أن “المقاومة” التي يُمارسها الخواجة – وهي تأتي في سياق إضرابات شبيهة في دول عربية وأجنبية – تمثّل “إستراتيجية” سيداوم عليها الخواجة طالما بقي في “اعتقاله التعسفي”، بحسب ما عبّر في بيان أسباب الإضراب. وبحسب قريبين من الخواجة، فإنّ الأخير سيلجأ في كلّ مرة إلى تفعيل وسائل المقاومة داخل السّجن، وخصوصا مع استمرار الخليفيين في سياستهم المزدوجة التي تقوم على الجمع بين القمع العنيف ضد المتظاهرين، وتسويق التسويات الهزيلة، وهو أمر يراه الخواجة تحفيزا لضرورة توسيع جبهات المقاومة ضد النّظام، حيث يكون السجناء مصدرا مستديما للاحتجاج والمقاومة.
سياسيا، لا يبدو أن هناك حراكا مواكبا مناسبا لمستوى حدث الإضرابات في السجون، حيث يرى نشطاء بأنه كان يُنتظر تصعيد واسع يُعزّز من “الانتفاضة” داخل السجون، ويمنحها حضورا في المشهد السياسي. وفي حين يعزو البعض هذا الضعف إلى الانشغال بالملفات السياسية الطارئة، فإن آخرين يرون بأن هناك ضرورة لفك مسار الحركة السياسية عما يحدث داخل السجون، خصوصا في ظل الحديث عن العثرة المتوقعة من قادة الثورة المعتقلين التي سيواجهها أي اتفاق محتمل بين المعارضة والسلطة. وتحدثت مصادر عن “تعزيز” متواصل لسياسة “الفك” المشار إليها في الفترة القادمة، وقد يكون تغيير أمين عام جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) المعتقل إبراهيم شريف؛ مثالها الأبرز.