البحرين اليوم – (خاص)
شيّع الآلاف اليوم الأحد، 6 يوليو، الشّهيد عبد العزيز العبّار، وذلك بعد أكثر من 75 يوماً من احتجاز جثمانه من قِبل النّظام الخليفي، بعد رفْض عائلة الشّهيد التقرير الذي يُزوِّر شهادة الوفاة ويرفض ذكر الطّلق النّاري الذي تعرّض له.
يوم الخميس الماضي، 3 يوليو، أعلنت العائلة بأنّها قرّرت استلام جثمان الشّهيد وأعلنت عن التّشييع في اليوم التّالي، وذلك بعد أن استطاع والدُ الشّهيد إجبار السّلطات الخليفيّة على مطلبه في تقريرٍ شرعيّ يُثبّت الطّلق النّاري سبباً في وفاة ابنه.
كان هذا الإذعان الرّسمي انتصاراً يتعدّى الجانب الشّخصي والعائلي، حيث إنّه – بحسب ناشطين – يُمهّد للملاحقة الجنائيّة ضدّ النّظام.
تأجّل موعد التّشييع بسبب إصابة والد الشّهيد بوعكةٍ صحيّة، “وضغوط نفسيّة”، ودخل على أثرها مستشفى السلمانيّة لتلقّي العلاج. وقد تحسّنت صحّته يوم أمس، وخرج من المستشقى، ليبدأ الاستعداد للتّشييع اليوم الأحد، حيث انطلق الموكب من مقبرة السّنابس، وجابَ شوارع البلدة، مروراً بمنزل الشّهيد، ليعود الموكب إلى المقبرة ويُوارى الجثمان الثرى.
في التّشييع لم تتغيّر الصّورة. الهتافات الثّوريّة المُطالبة بإسقاط النّظام كانت حاضرة، وصور (الملك) حمد سُمِّرت على الأرض، حيث الفُسحة لمنْ يشاء أن يدوس عليها. كما امتلأت الحشودَ صرخاتٌ من الغضب على معاناةٍ غير مسبوقة.
خلاصة الحكاية
في 23 فبراير الماضي، أُصيب عبد العزيز موسى العبّار في الرأس بطلقة أسطوانة من الغاز المسيل للدّموع، كما أُصيب بالرّصاص الانشطاري في الرأس، وكان ذلك أثناء هجوم القوّات الخليفيّة على موكب تشييع المرحوم الإعلامي المناضل السيدعلي الموسوي في بلدة سار.
وظلّ العبّارُ في غيبوبةٍ طويلةٍ استمرّت 55 يوماً، قبل أن يُعلن عن استشهاده في 18 أبريل.
رفضت عائلة العبّار استلام جثمان الشّهيد بسبب عدم ذكر السبب الأساسي للوفاة في شهادة الوفاة الصادرة عن وزارة الصحة، حيث لم يرد ذكر إلى أنّ الإصابة في الرأس ناجمة عن طلقة مباشرة بإسطوانة الغاز المسيل للدموع والرصاص الإنشطاري، واكتفت بالقول أن الشّهيد العبّار تُوفي بسبب نزيف داخلي في الدماغ، وأهملت ذكْر سبب الإصابات.
علماً أنّ صور الأشعة الخاصة بالشّهيد العبّار (الصورة المرفقة) أظهرت ضرر الأوعية الدّمويّة، والنزيف الدّاخلي في المخ، إضافة إلى تلف بالجزء الذي اخترقته رصاصات الشّوزن. خضع الشّهيد لعمليّة في المخ من أجل إزالة طلقات الشّوزن، وذلك في ظلّ عدم السّماح لأهله بحريّة زيارته وفرْض الحصول على تصريحٍ أمنيّ لزيارته وهو في المستشفى.
في كلّ فصول حكاية العبّار ثمّة معاناة، وهناك أكثر من ألم يفوق الجبال.
وهو ما يجعل من قصّته واحدةً من أكثر قصص الشّهداء تأثيراً في وجدان البحرانيين، والذين لم يتوقّفوا لحظة عن مبادلته بالوفاء، وطوال شهرين ونصف. وهو وفاءٌ توزّع اليوم في موكب التّشييع، وعلى أملٍ ثوريّ آخر بعد أيّام ثلاثة.