عاصفة الحزم: فخّ أمريكي بورقة طائفيّة
“عاصفة الحزم”.. “فخٌّ” وقعت فيه السعودية، كما يؤكد الباحثُ السياسيّ حمزة الحسن الذي يؤكد أن الولايات المتحدة نصبتْ هذا الفخ لآل سعود بهدف إضعافهم وتقسيم المملكة.
الحسن قال إن “النظام السعودي هُزِم في مختلف السّاحات”، وهو بصددِ “إعادة هيبته في المنطقة”، مؤكداً بأنّ السعودية ستفشلُ في تحقيقِ أهدافِ العدوان على اليمن، مذكّراً بحربها غير السّارةِ مع الحوثيين قبل أعوام، وقال بأنّ المملكة هي أعجزُ اليوم من أن تُنزِل بهم الهزيمة.
نظريّة الفخ الأمريكيّ تداولها عددٌ من المعلقين السياسيين الذين يرون في الدّعم الأمريكيّ، اللوجستي والاستخباري للحرب على اليمن؛ بمثابة “خطّة” لتسهيل وقوع المملكة في الفخّ، وبشكلٍ كامل. وهي خطةٌ لا تقف تركيا بعيدةً عنها أيضاً، حيث أظهرت أنقرة مواقف تركيّة متشدِّدة في دعم الحرب على اليمن.
السعوديّةُ لن تتجرأ على الدّخولِ بقواتٍ بريّةٍ في اليمن.
سفيرُ السعوديّة في واشنطن، عادل الجبير، أكّدَ بأنه لا يوجد قرارٌ حتّى الآن بإرسالِ قواتٍ بريّة. إلا أنّ نفاذَ صندوق أهدافِ الغاراتِ الجويّة، لا يبْعُدُ أن يضطرَّ السعوديّة للانجرار سريعاً نحو المستنقع، وهو أمرٌ سيجلب خسائرَ فادحةً، ولن يتناسبَ مع الأهدافِ المعلنة للعدوان، ما يجعل الحربَ تأخذ مساراً معقّداً وأمداً قد يطول، وهي إطالةٌ ستنخرُ هيكلَ السعوديّةِ وتفجّرها من الداخل.
هذا التفجُّر سيفتحُ من جديدٍ خطّة تفكيكِ السّعوديّة. وهي خطةٌ أمريكيّة قديمة، وتمّ تسريبها في التسعينياتِ من القرن الماضي، في إطار إعادةِ تقسيم الشرق الأوسط، وبالتوازي مع تقسيم العراق.
الورقةُ السعوديّةُ الأقوى في حربها اليوم تكمنُ في الورقةِ الطائفيّةِ، وهي ورقةٌ تبدو رابحةً حتّى الآن. إلا أنّ المملكةَ ستجدُ نفسَها، مجدّداً، أمام حالةٍ جديدةٍ من التنظيمات التكفيريّة المسلّحة، والتي ستتجمّعُ عليها من الداخلِ، وخاصة عندما تطولُ الحربُ، وتفقدُ قيمتها الوظيفيّة، وتفشلُ في تحقيق أهدافها على الأرض.