#طلاب_خلف_ القضبان: هشّموا ركبته واغتالوا طفولته!
البحرين اليوم – (خاص)
في فجر يوم 9 أبريل 2013، نفّذت وزارة الداخلية الخليفية عملية “نوعيّة” لاختطاف طفل من منزله لم يكمل ربيعه الخامس عشر.
ملثّمون طوقوا المنزل في منتصف الليل، وهم مدجّجون بأسلحتهم، ليلقوا القبض على تلميذ مصاب في ركبته، ليبدأ بعدها رحلة قسرية من التعذيب والمكث في المعتقلات، وليفارق أقرانه من الطلبة الجالسين على مقاعد الدراسة.
إنه الطالب أحمد علي السرو من مواليد شهر ديسمبر 1997.
كان يؤدي الامتحانات في المرحلة الثانوية الأولى عندما اعتقلته السلطات، وحالت بينه وبين تحقيق أحلامه وطموحاته، ولتغتال طفولته داخل أروقة المعتقلات.
عادت تلك القوات في اليوم التالي إلى منزله لتعبث بمحتويات المنزل، ولتسرق ما غلى ثمنه وخفّ حمله،من “لابتوب” وموبايل ونقود تعود لأخيه الموظف في إحدى الشركات. إنها ثقافة الغارة والغزو والنهب التي جُبِل عليها آل خليفة، وربّوا مرتزقتهم عليها.
قبل اعتقاله بعام، هشّمت مرتزقة العائلة الخليفية ركبته بعد أن أطلقت عليه النار من مكان قريب.
قلوب قاسية كالحجارة بل أشد قسوة، لا ترحم طفلا ولا شيخا كبيرا، ولا تراعي حرمة امرأة. ولا عجب، فهم أغراب استوردتهم عائلة غريبة تسلّطت على البحرين، فأمعنت في أهلها قتلا وظلما وتنكيلا. بقي أحمد تحت العلاج لمدة عام كامل، وقد أُجريت له عمليتان جراحيتان، إلا أنه لم يكمل علاجه لإصلاح ما اقترفته أيادي المرتزقة الضاغطة على الزناد في الشارع.
انتقل أحمد إلى أيد أخرى نُزعت من قلوب أصحابها الإنسانية والرحمة. إنهم المعذِّبون في سجون البحرين الذين تحولت المنامة بفضلهم إلى عاصمة للتعذيب. تلقّفوا هذا الطفل ليذيقوه شتى أنواع العذاب، مهددّين إياه بالضرب على ركبته التي هشّمها زملاؤهم في الجريمة، حتى أجبروه على التوقيع على قائمة من الاعترافات، نال بسبب بعضها حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات، فيما لازالت تنتظره محاكمات أخرى لتهم أصبح كل بحراني متهم بها وحتى تثبت براءته: إغلاق شوارع، حرق إطارات، إهانة رجل أمن.. وإلى آخر القائمة.
لم تنته معاناة أحمد السرو بنقله إلى سجن جو لقضاء مدة محكوميته بعيدا عن التعذيب، بل كان على موعد مع التعذيب مجدداً في شهر مارس من العام الجاري، عندما تعرض السجناء إلى هجوم شرس من قوات المرتزقة التي ضربتهم وعذبتهم وجوعتهم وتركتهم ينامون في العراء، وهي لا تفرق بين طفل أو كبير.
وأما معاناة عائلته، وخاصة أمه فلا توصف، إذ تغرورق أعينها بالدموع وهي ترى أقرانه يجلسون على مقاعد الدراسة، فيما طفلها وفلذة كبدها تحت سياط الجلادين في سجون آل خليفة. تلك السياط قتلت طفولته حتى لم تعد عائلته التي تزوره في السجن تشعر بأنه ذلك الصغير صاحب الطموحات ومحب الكاميرا التي لا تفارق يده.
تقول أخته والدموع تملأ مقلتيها “أتمنى خروج كافة الطفال من السجون، فمكانهم ليس هناك، بل على مقاعد الدراسة، فهم رجال المستقبل وبناة الوطن”.
عائلته وجهت عبر “البحرين اليوم” نداءا إلى المجتمع الدولي للفت نظره إلى مظلومية شعب البحرين، وما يتعرض له الطلاب من حرمان لحقهم في الحرية والتعليم التي كفلتها المواثيق والعهود الدولية. وهي تناشد المجتمع الدولي الضغط على سلطات البحرين للسماح لهؤلاء الطلاب بإكمال تعليمهم داخل المعتقلات، ولوقف كافة الانتهاكات التي يتعرضون لها داخلها.
حكاية أخرى من حكايات طلاب خلف القضبان، تكشف طبيعة هذا النظام المتسلط على رقاب البحرانيين، فهو يستهدف الطفولة اليوم لعلمه أنها سترفع راية النضال ضده غدا.. ولكن هيهات! فراية الثورة يتوارثها البحرانيون جيلا من بعد جيل، وحتى بزوغ شمس ذلك اليوم الذي يزول فيه الظلم والطغيان.