#طلاب_خلف_القضبان: إبراهيم المقداد أول طفل بحراني يُحاكم وفقا لقانون الإرهاب
اعتقلوه وهو ابن الثلاثة عشر ربيعا، ولم يراعوا طفولته ولا سني دراسته.
في مايو من العام 2011 هاجمت مرتزقة آل خليفة منزل عائلة الفتى إبراهيم المقداد في البلاد القديم، وكان حينها يصدح بهتافات التكبير. لم يطلقوا سراحه إلا بعد مرور أربعة أيام عانى خلالها من التعذيب، قائلين له “ألا تخاف من الله أن تكبّر”!
ثم عاودوا اعتقاله مرة أخرى في عام 2012 بعد أن طاردوه في أحد المزارع، وتركوا أمه تعاني حالة من الحزن والقلق على مصيره. راجعت المراكز والمستشفيات بحثا عنه، ولكن بلا طائل، وحتى اتصاله بها بعد أيام.
تمكنت من زيارته بعد مرور خمسة أيام على اعتقاله، فهالها منظر الكدمات والحروق على جسده جرّاء التعذيب. بقي شهران على هذا المنوال وتحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، فكان أول طفل بحراني يعتقل ويحاكم وفقا لهذا القانون، الذي لا يستهدف الإرهابيين، بل الأطفال و الناشطين المطالبين بالديمقراطية.
تم إرساله إبراهيم إلى النيابة العامة ليحاكم وفقا لهذا القانون حتى صدر عليه حكم بالسجن لمدة عشر سنوات بعد عام من اعتقاله، ثم صدر عليه حكم آخر بالسجن لمدة 6 شهور، فيما تثار ضده وبين الفينة والأخرى قضايا أخرى داخل السجن من قبيل إهانة مرتزق، وغير ذلك.
هذا الطفل البحراني يعاني من مشاكل صحية في فقرات الظهر وقد تفاقمت متاعبه الصحية داخل المعتقل جرّاء التعذيب وسوء المعاملة. ولديه اليوم – بالإضافة إلى ذلك – مشاكل في الأذن والأنف تستدعي إجراء عملية جراحية له عند بلوغه سن ال 19.
تعرّض كباقي المعتقلين إلى تعذيب شديد داخل سجن جو، اشتكى منه ولأول مرة بعد حرمانه من النوم ومن الطعام وإجباره على تقليد أصوات الحيوانات ومنعه من إقامة الصلاة ومن دخول الحمامات.
والدته تحدّثت لوكالة أنباء (البحرين اليوم) عن “فلذّة كبدها” الذي آلمها فراقه واصفة إياه ب”القوي والاجتماعي البشوش والهادىء”، لكنها تجر حسرة على طفلها الذي يكبر داخل السجن وهو الذي يفترض أن يقضي هذه السنوات من عمره جالسا على مقاعد الدراسة.
تحدّثت والأسى يملأ قلبها على ولدها الذي أتعبته سنون السجن حتى بان عليه الكبر باكرا، وتلاشى جماله حتى لم يعد أصدقاؤه يتعرفوا عليه. فيما ترك غيابه فراغا كبيرا في العائلة المؤلفة من أخوين وثلاث أخوات.
ذكره لا يفارق مخيلتهم كلما جلسوا على مائدة الطعام، وأما أمه فتتفجر عيونها بالدموع على فتاها عندما ترى أقرانه يرتدون لباس المدرسة فيما يرتدي هو ملابس السجن.
لم يقتصر فقده على عائلته بل شمل أصدقاؤه الذي يسألون عنه ويتابعون اخباره. السلطات حرمته من التعليم داخل السجن ولم تسمح له إلا بتقديم امتحانات في السنة الأولى، كان وقت الامتحان قصيرا والتعذيب شديد، كما تروي والدته.
حاله اليوم كحال قرابة 400 طفل بحراني يقبعون في سجون آل خليفة التي تضم أكثر من ثلاثة آلاف معتقل بحراني من المطالبين بالديمقراطية.
ابراهيم المقداد كان محبا لكرة القدم وهاويا للتصوير وكان يطمح أن يصبح لاعبا مشهورا في أحد الأندية الكبيرة.
والدته لم تكن تتوقع اعتقاله ولا سجنه طوال هذه السنوات الثلاث الماضية، فهي وقعت في قبضة نظام يحارب حتى الطفولة. لكنها كلّها أمل بيوم يفرّج فيه الله عن ابنها ويتم القصاص فيه من الظالمين. وهي ترجو المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي أن يسلّطوا الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال المحرومين من حقهم في الدراسة الذي أقرته المواثيق والشرائع المحلية والدولية، قائلة “ السجن للكبار وليس للصغار”.