القوات أغلقت الطرق المؤدية لمنطقة “الدية” قبل تشييع الدرازي
البحرين اليوم – (خاص)
قمعت قوات أمن النظام في البحرين آلاف المشيعين في قرية الديه الواقعة غرب العاصمة اليوم الجمعة بعد تشييع جنازة شاب قُتل جراء التعذيب في الحبس، واستخدمت القوات الغاز المُسيل للدموع وطلقات الرصاص الانشطاري (الشوزن) بكثافة بحسب لإفادات شهود عيان، عززتها صور ومقاطع فيديو للاشتباكات نشرتها شبكات التواصل الاجتماعي.
وتعاني البحرين من الاضطرابات منذ اندلاع تظاهرات حاشدة في 14 فبراير 2011 للمطالبة بإصلاحات جذرية، إلاّ أن الأمور تطورت بعد استخدام النظام العنف ضد المتظاهرين وتغيرت المطالب إلى اسقاط النظام الحاكم برمّته.
وقال مراقبون أن أحداث اليوم كانت الأقوى نظرا لطريقة قتل الشاب جعفر صادق الدرازي البالغ من العمر 22 عاما، وأنها قد تهدد بتكدير أجواء محاولة جديدة لاستئناف ما سمي بـ”الحوار” بين السلطة والجمعيات السياسية.
وكان جعفر قد اعتقل مع مجموعة من المواطنين في ديسمبر الماضي في كمين نصبته قوات أمنية تابعة للنظام وخضع لتعذيب وحشي على أيدي سجانيه بحسب ما أكدت عائلته.
وشارك آلاف الأشخاص جنازته في قرية الديه اليوم الجمعة، وقاموا برفع شعارات تنادي بالقصاص من قتلة جعفر وبإسقاط النظام، كما رفعوا أعلاما سوداء وصور الشهيد ويافطات تدعو الى الاستمرار في الثورة حتى تحقيق كافة المطالب.
وكانت قوات أمن النظام قد أغلقت اليوم الطرق المؤدية لمنطقة الديه والمناطق المحيطة بها كالسنابس وجدحفص، لمنع المشيعين من المشاركة في التشييع. متظاهرون قاموا في وقت لاحق بقطع الشوارع وأشعلوا النار الإطارات. وأفادت تقارير أولية بوقوع إصابات بين المتظاهرين الذين حاولوا التوجه الى ميدان الشهداء (اللؤلؤة).
واتهمت والدة الدرازي سلطات الأمن بقتل ولدها عمداً داخل السجن، وأكدت تعرضه لأنواع التعذيب والصعق بالكهرباء، واعتبرت أن دماء الشهداء هي التي سترسم طريق النصر. وقد تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورا للشهيد وهو ممدد على المغتسل، يبدو انها تظهر آثارا للتعذيب الذي تعرض له أثناء توقيفه.
وكانت عائلة الشهيد قد أجلت مراسم تشييع الشهيد لهذا اليوم (الجمعة)، فيما أعلنت الجمعيات السياسية عن إلغاء مسيرة كان من المقرر خروجها اليوم.
وحمّلت عائلة الشهيد والمعارضة السلطة المسئولية الكاملة عما جرى لجعفر، بعد إساءة معاملته وتعذيبه حتى أثناء رقوده في مجمع السلمانية الطبي حيث تم تقييده في السرير رغم معاناته وآلامه.
وقالت العائلة إنها قدمت يوم أمس شكوى جنائية متهمة وزارة الداخلية بتعذيب الشهيد جعفر بعد اعتقاله بشكل مستمر. وأكدت العائلة أن جعفر لم يكن يعاني من نوبات السكلر حتى تم اعتقاله في ديسمبر/ كانون الاول الماضي، وبعد أسبوع من التعذيب المستمر والذي شمل الصعق الكهربائي والضرب، فضلا عن جعله بملابسه الداخلية فقط وسكب الماء البارد عليه في الشتاء مع تشغيل التكييف، ومنع ادخال الملابس الشتوية إليه”.
وكانت قوات أمن النظام قد قمعت مساء الخميس التظاهرات والمسيرات التي خرجت في العديد من مناطق البلاد احتجاجاً على استشهاد الشاب جعفر الدرازي وفتحت نيران أسلحتها على المعزين في منطقة الدية غرب المنامة، وأغرقت المنطقة بقنابل الغاز، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق حادة. وقامت السلطات بشن حملة اعتقالات طالت عدداً من المتظاهرين.