صحيفة نييورك تايمز: صورة من الإنتقام السياسي.. البحرين تحكم على رجلين تعرضا إلى التعذيب بالإعدام
البحرين اليوم-واشنطن
كتبت جريدة نييورك تايمز مقالا مفصلا عن حيثيات محاكمة ضحيتا التعذيب محمد رمضان وحسين موسى، مستعرضة بعض تفاصيل التعذيب الذي تعرضا إليه لنزع الاعترافات. ونقلت الجريدة الرواية الرسمية للسلطات في البحرين لتختتم مقالها بالرسالة الأخيرة لمحمد رمضان عشية الحكم عليه وعلى حسين موسى بالإعدام.
حكم على رجلين بحرانيين قالا إنهما تعرضا للتعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة بالإعدام للمرة الخامسة يوم الاثنين (13يوليو) فيما وصفته منظمات حقوقية دولية وصمة عار أخرى على سجل البحرين في سجن وتعذيب وإعدام منتقدي الحكومة.
تم القبض على الرجلين، وهما من الأغلبية الشيعية في البحرين وحوكما بتهمة تفجير أودى بحياة ضابط شرطة في عام 2014. وواجهوا الإعدام حتى بعد أن وجد تحقيق محلي أدلة طبية على تعرض أحدهما للتعذيب.
يقول حسين موسى وهو أحد المتهمين “كانوا يضربونني” واصفاً استجوابه لنشطاء حقوقيين في تسجيل صوتي خلال شهر يناير الماضي، وقد استعرضته صحيفة نيويورك تايمز. يقول حسين بعد الوجبة الثالثة من التعذيب “قلت للمحقق: سأقول ما تريد. ماذا تريدني أن أقول؟'”
إن البحرين وهي جزيرة صغيرة قبالة الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية في الخليج الفارسي، تضم غالبية سكانها من الشيعة ولكن يحكمها نظام ملكي سني، وتشهد البلد اضطرابات واسعة بين الحين والآخر مع السلطات الحاكمة. أصدرت السلطات أحكاما واسعة ضد المعارضين بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العام 2011 بعد ما استعانت بقوات سعودية لقمع الاحتجاجات الشعبية.
نفذت البحرين 10 عمليات إعدام في العقود الستة قبل 2017 ، ثم ستة في السنوات الثلاث الماضية فقط، بحسب منظمة ريبريف (وهي منظمة حقوقية مقرها بريطانيا تقدم الدعم القانوني للأشخاص الذين يواجهون عقوبة الإعدام). من التقارير الشائعة عن تعذيب المعتقلين للاعتراف هو استخدام الصدمات الكهربائية والبرد الشديد والاعتداء الجنسي.
أنشأت السلطات في البحرين لجنتي إشراف للتحقيق في ادعاءات سوء المعاملة من قبل قواتها الأمنية، ويتم تمويل هذه المؤسستين بمساعدة بريطانيا التي زودت نظام الأمن والعدل في البحرين بملايين الجنيهات منذ عام 2012. كما أن البحرين حليف قديم للولايات المتحدة ويستضيف الأسطول الخامس للبحرية.
قالت مايا فوا مديرة ريبريف: “بالنسبة للشركاء الغربيين يقولون بأن البحرين تعهدهم بإصلاح أوضاع حقوق الإنسان”. أما ”بالنسبة للمواطنين فإنه يتعرض للتهديد، إذا تحدثت فسوف يتم سجنك وتعذيبك وإدانتك في جرائم لم ترتكبها”.
تم القبض على حسين موسى والرجل الآخر المحكوم عليه يوم الاثنين محمد رمضان في فبراير 2014 بعد انفجار قنبلة في قرية الدير بالقرب من مطار البحرين الدولي، في حين قام رجال الشرطة في المنطقة يتفريق أعمال الشغب بحسب النيابة العامة. وقتل ضابط وأصيب عدد آخر. واتهم الإدعاء العام حسين موسى ومحمد رمضان الذين واجها عدة تهم تتعلق بالإرهاب.
قال موسى (34 سنة) وهو يعمل سائق في فندق إن “المحققين قيدوا يديه وضربوه مراراً على ظهره ووجهه وأعضائه التناسلية”. وأضاف بأن “ شدة الألم دفعته للإعتراف بالإكراه في النهاية” وكذلك الأمر مع محمد رمضان وهو شرطي في المطار يبلغ من العمر 37 عامًا.
روى حسين موسى في تسجيل صوتي خلال شهر يناير: “كان الشيء الأكثر تعذيباً هو الضرب على خصيتي فقط لأعترف على محمد”. “ضربوني بأحذيتهم، وجاء شخصان وأجبروني على الاستلقاء على الأرض ويضغطون الخصيتين. كان أحدهم يمسك فخذي ليفتح ساقيّ بالكامل ويضغط الشخص الآخر على الخصيتين”.
وقال حسين موسى إن معصميه كانتا مضغوطتين مما تسبب في تضخمهما لدرجة أن المحققين اضطروا إلى نقله إلى المستشفى.
وعلقت زهرة موسى أخت حسين إن الإصابات كانت “واضحة على يديه وظهره” عندما زارته في السجن عام 2014. وأضافت “من المستحيل أن يقوم أخي بشيء مثل القتل”. “إنه مجرد متظاهر سلمي.”
من جانبه قال محمد رمضان إنه أثناء استجوابه لمس مسؤولوا الأمن أردافه وأجبروه على الوقوف لساعات في غرفة شديدة البرودة. كما هددوه بالاعتداء الجنسي على زوجته وأخواته أمامه، على حد قوله.
وقال رمضان وهو أب لثلاثة أطفال كان قد سار في السابق في احتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية، وذكر بأن المحققين أقروا بأن نشاطه السياسي جعله هدفاً للملاحقة القضائية. وقد اعترف بالتظاهر لكنه رفض التوقيع على اعتراف بزعم مسؤوليته عن التفجير.
“أخبروني حرفيًا أنهم ينتظرون قضية كبيرة لتوريطي فيها” وقد أخبر زوجته من السجن في 4 يوليو بحسب مكالمة مسجلة بأن المحققين ”قالوا إنهم يعرفون عن مشاركتي في الاحتجاجات والمظاهرات ويعتبرون ذلك خيانة للحكومة”.