سجن جوالمنامة

سيناريو اقتحام سجن الحوض الجاف وتحرير الأسرى

maxresdefault
حكايات الضحايا-البحرين اليوم

عشرة أشخاص زُعِم وضعهم لمخطط لمهاجمة سجن الحجز الإحتياطي في البحرين المعروف بإسم سجن الحوض الجاف, الذي يضم المئات من المعتقلين والناشطين السياسيين. فوجيء هؤلاء الذين إعتقلوا من مختلف مناطق البحرين, بالسيناريو الذي وضعته أجهزة النظام لتبرير إعتقالهم. وبدا السيناريو وكأنه مستوحى من مسلسل “برزن بريك” الأمريكي الشهير وكأن كاتبه كان مولعا بمتابعة احداث ذلك المسلسل الذي يحكي قصة هروب سجناء من سجن “الكاتزر” الأمريكي الشهير.

الإجراءات القمعية المشدّدة التي تتخذها عائلة آل خليفة تجعل مثل هذه المهمّة شبه مستحيلة, ولكنها وفقا لذلك السيناريو تبدو يسيرة. فوفقا للمخطط المزعوم كان من المقرر ان يتولى أحد المطاردين وهو الطالب الجامعي سيد هاشم رضا حسن ماجد من عاصمة الثورة سترة, يتولى مهمة إطلاق الرصاص على حرس السجن عند بوابته لغرض مشاغلتهم فيما يقتحم الباقون السجن ويبدأون بإطلاق سراح الأسرى. كان هذا هو السيناريو الذي إدّعت السلطات ان عددا من الشباب البحراني في صدد تنفيذه.

هذا الإدعاء ساقته السلطات الخليفية بعد إعتقالها لعدد من المطلوبين وفي طليعتهم سيد هاشم وذلك عبر الإستعانة بأساليب خسيسة وعبر تجنيد ضعاف النفوس للتجسس على أبناء جلدتهم من البحرانيين. فالسلطات تتحيّن الفرص للإيقاع بالمطاردين وخاصة سيد هاشم ,ولذا فقد لجأت الى بعض من هؤلاء العملاء ممن باعوا ضمائرهم للخليفيين, لمراقبة تحركات المطاردين الذين يتنقلون بين الأزقة والبساتين أو بعض البيوت التي تؤيهم, طمعا في قضاء ليلة, وبإنتظار يوم آخر يفرّج الله به عنهم.

أحد هؤلاء العملاء يدعى عبدالله الحلو , لعب دورا أساسيا في الإيقاع بعدد من رجال الله المطاردين, وتلفيق إتهامات لهم. كان صديقا لأحدهم ويدعى نضال, إدعى بانه مطارد مثله وانه يبحث عن مأوى. إصطحبه نضال معه الى المنزل المتخفي فيه برفقة سيد هاشم و ومحمد عباس. وبعد نصف ساعة من تضييفه في المنزل وجلوسه معهم لتناول بعض الطعام, إقتحمت مرتزقة النظام الخليفي المنزل واعتقلت من فيه وبضمنهم صاحب الدار وابنه.

ضربوا الجميع داخل المنزل وحقّقوا معهم داخل الباص , وتولّى مهمة التحقيق الضابط سيء الصيت عيسى المجالي. وأما العميل عبدالله الحلو فقد سمحوا له بان يستقل سيارة ويتوارى. شنّت القوات الخليفية وبعد إعتقالهم حملة تفتيش على منازلهم التي صادرت منها أجهزة الحاسوب والتلفونات النقالة,وسيارة وجواز السيد هاشم.

وبعد ذلك تم نقلهم الى مبنى التحقيقات الجنائية حيث بدأ فصل جديد من التعذيب وسوء المعاملة. فيوم الجمعة عطلة رسمية وبإنتظار معاودة الدوام الرسمي, أضحى المعتقلون عرضة للضرب والإهانة من قبل كل من هبّ ودب من مرتزقة النظام, كانوا يضربونهم بالأيدي وبكل ما وقعت عليه أيديهم من كراسي ويهدّدوهم بالأسلحة.

وفي اليوم التالي بدأ التحقيق معهم وكانت التهمة هي التخطيط لإقتحام سجن الحوض الجاف وتحرير المعتقلين. وضع الخليفيون سيناريو الإقتحام ووزّعوا الأدوار المزعومة على المعتقلين وهم عشرة ومن مختلف مناطق البحرين. المعتقلون أصيبوا بالذهول لتلك التهمة التي لم تخطر ببالهم , فكيف يقدمون على تلك المهمة وأغلبهم مطاردون لا مأوى لهم.

السلطات ولغرض توجيه تهمة جديدة للمطاردين وضعت هذا السيناريو الذي أعطت فيه دورا حتى لصاحب البيت وابنه. ستة أيام قضّوها في مبنى التحقيقات , تعدل ست سنوات لشدة ما لاقوه من هول التعذيب على ايدي ضباط نُزِعت من قلوبهم الرحمه, أمثال المدعوين المناعي والوداعي وآخر من منطقة الحد.

كان المطلوب منهم الإعتراف بالقوة في وضع ذلك المخطّط الذي تفتقت عنه عقول الخلفيين وأذنابهم من المرتزقة. أنكر الشباب التهمة لكن التعذيب الرهيب حيث الضرب والتعليق والصعقات الكهربائية أجبرت الشباب على التوقيع على ورقة جاهزة للإعترافات, وتم نقلهم وبعد مرور ستة أيام من التعذيب الى النيابة في الساعة الثالثة فجرا مصحوبين بضباط من جهاز الأمن, الذين كانوا يهدّدوهم بإعادتهم الى غرف التعذيب فيما لو انكروا أقوالهم أمام وكيل النيابة.

لم يكن وكيل النيابة بأفضل من المعذّبين بل كان يصرخ في وجوه المعتقلين وهم معصوبوا الأعين ويهدّد بإعادتهم الى مبنى التحقيقات فيما لو انكروا التهم الواردة في أوراق الإعترافات. وفي ظل هذا الوضع والمعاناة التي مرّ بها المعتقلون الذين حُرِموا من النوم لمدة خمسة ليالٍ أقرّوا بالإعترافات وتم نقلهم بعدها الى سجن الحوض الجاف.

وهناك بدات معاناة اكبر! فالمخطّط الذي لفّقه الخليفيون لهم وصل الى مسامع حرس السجن, الذين عاملوا المجموعة معاملة القتلة الذين كانوا يريدون مهاجمتهم وقتلهم من اجل تحرير السجناء. وبدات رحلة التحقيق داخل السجن من قبل ضباطه ومنهم المدعو العمادي, فيما تولى إثنين من المرتزقة السوريين مهمة الضرب وهما كل من حمد فرحان والمدعو مهاوش.

فهؤلاء السوريون تركوا إرهابيوا داعش في سوريا يرتكبون الجرائم وينتهكون الأعراض فيما جاء هؤلاء المرتزقة لتعذيب البحرانيين في بلادهم. 60 يوما قضوها في السجن بإنتظار موعد محاكمتهم وكان يطلق عليهم خلالها اسم “خلية جيش الإمام”. وفي يوم نقلهم الى المحكمة دخلت القوات الخليفية في حالة إنذار قصوى, إذ إصطحبتهم المدرعات فيما تولّت مروحية هليوكوبتر مراقبتهم طوال الطريق.

إلا انها وبرغم كل ذلك فشلت في منع تحرّرهم من قبضتها ولذلك قصة سنخصص لها حكاية تظهر روح التمرّد والتحدّي التي يتحلى بها شباب أرض اوال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى