سوالف راس القدو: تلفزيون العُوْرة

البحرين اليوم – (راس القدو)

والله لو كان تحت إيدي حزّتها.. كنت كسّرت راس هالقدو على راسه الاقرع!

جاني اتصال قبل رمضان حزّت نومة الظهر، وكان واحد يرطم عليي بلهجة كأنها لسان واحد يرقص رقصة “المعلايه”. قال لي “حجي.. معاك عبدالرحمن من التلفزيون”. أنا قلت في روحي “أي تلفزيون؟ ومنهو هالرّجال أبو لسان هزّاز هاذا بعد؟!”.. حزّتها طفر الكلام من بوزي سيده،. وقلت ليه: “أي تلفزيون يا ولدي؟”. لمّه قال: “تلفزيون البحرين”، كان على لساني كلمة شوي وتطلع: “تقصد تلفزيون العوووره؟”، بس جوّدت الكلمة من الذنبة وظلّت مدلدلة على براطيمي اللي عافت مرة وحدة القدو.

سلّم عليي وحايا وبايا بلسانه لَعْوج وبعدين قال لي بأن هو من “برنامج تم”، واستخبر بأن بيتنا من رَبع “آيل للسقوط”، وكل حجرة فيه مرزوزة رَزْ مثل السّحاحير اللي ضاربنها الماي سنين، وأن البيت كله ما يلمنه أنا وزوجتي وبناتي الفلاف. قلت في قلبي “بلْ.. هاذلين طلعوا مخابرات عدل.. الله يستر”، سألته: “إي ويش المطلوب مني يا ولدي؟”، قال إنهم يمبون يساعدونا ويقدمون مساعدة خيرية حقْ أبني البيت من جديد.. بس المطلوب على قولته نطلع في التلفزيون في شهر رمضان ونتكلم عن حالتنا الصعبة!

حبست الهوا شويّه ونفخت في القدو.. وسألته: “يا ولدي انتون تمبون تساعدوني لو تفضحوني قدام الناس؟”، ما خليته يرد، وعطيته الثانية مفل الفلاّتية: “وانته مدام انك تشتغل في التلفزيون.. حقويه ما اتروح إلى ناس أحوج مني.. في ناس ما عندهم بيوت يتلايمون فيها، وناس يا الله تأكّل أولادها وتلبّسهم مثل الأوادم.. وبعدين إذا كانت السالفة صدق إنكم تمبون تساعدون المحتاجين والفقاره.. وقلوبكم مليانه خير ورحمة على البشر.. أكو عندكم ولدي في سجن جو، هو واللي ويّاه ما عندهم حتى قطرة ماي نظيفة يشربونها، وحالتهم ما ترضي لا عدو ولا صديق”… أخذني الحماس ونسيت روحي وباقي اشوي ارفع ايدي من القدو وأسوي “صمود” مفل نبيل رجب.. وأصرخ مثل الشباب اللي يطلعون مظاهرات.. بس اكتشفت إنّ أبو لهجة معلاّية قفّل التلفون من زمان وأنا ما كنت في حواسي بالموليّة.

أم علاوي يوم شافتني رافع القدو.. وايدي اتروح يمين يسار.. جت ركيض وسألتني ويش السالفة. مسكينة المره هاذي! ظلّت تحاتي طول اليوم. كانت خايفة يطبون علينه البيت وياخذوني ويه ولدي في السجن. بس أنا صراحة حسّيت داك اليوم إني فرِشْ.. وإني أبو علاوي صدق.. مو راس القدو…