سعيد الشهابي: المجلس الثنائي الإماراتي السعودي “ضربة قاضية لمجلس التعاون الخليجي”
محمد بن زايد "الملهم الفكري والسياسي" لمحمد بن سلمان
البحرين اليوم – (خاص)
قال القيادي في المعارضة البحرانية الدكتور سعيد الشهابي بأن إعلان السعودية والإمارات عن مجلس تنسيقي ثنائي مثل “ضربة قاضية لمجلس التعاون الخليجي” الذي تأسس في العام ١٩٨١ في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وفي مقال بصحيفة “القدس العربي” اللندنية، أكد الشهابي بأن المجلس التنسيقي بين أبوظبي والرياض قطع الطريق أمام “رأب الصدع” مع دولة قطر التي تفرض عليها السعودية والإمارات، بالإضافة إلى البحرين ومصر، حصارا ومقاطعة منذ يونيو من العام الماضي.
ورأى الشهابي بأن مجلس التعاون الخليجي، ورغم الخلافات بين دوله، إلا أنه ظل متواصلا “ولم يجرؤ” أحد أعضائه على الخروج منه، في الوقت الذي كانت السعودية تحرص على الإبقاء عليه “لأنه كان يعبر عن نفوذها السياسي الإقليمي.
إلا أن هذه الأوضاع “تغيرت جذريا في السنوات السبع الأخيرة”، حيث برز بوضوح التباين في المواقف إزاء الثورات العربية، فيما أحدثت الحرب على اليمن “حالة استقطاب غير مسبوقة في مواقف دول المجلس”، حيث خابت توقعات السعودية، التي تقود الحرب، من تفاعل بقية الدول، حيث رفضت سلطنة عمان الحرب مطلقا، ونأت الكويت وقطر عن المشاركة فيها، بخلاف دولة الإمارات التي كانت شريكا أساسيا في الحرب السعودية الذي بدأت في مارس ٢٠١٥م، في الوقت الذي كان النظام الخليفي في البحرين “منفذا” لما تطلبه الرياض وأبوظبي لأنه أصبح “مدينا لهما” لبقائه في الحكم بعد تدخلهما العسكري المباشر في مارس ٢٠١١ للمشاركة في قمع الثورة البحرانية.
وسجل الشهابي إعلان الحصار والمقاطعة ضد قطر في العام الماضي باعتباره “التصدع الحقيقي” لمجلس التعاون. في الوقت الذي تحرك كل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بشعور فائض من “القوة السياسية المفاجئة” بفضل الثروة النفطية والدعم الإسرائيلي، وغياب الدول العربية الأخرى عن المسرح السياسي.
ويعتقد النظامان السعودي والإماراتي، بحسب الشهابي، أن استقرار أوضاع المنطقة “سيؤدي لاندلاع ثورات ربيع ثان”، ما دفعهما للتعاون في الحرب على اليمن، وعملا على محورين متوازين، الأول عبر التطبيع مع إسرائيل، والثاني استهداف الأطراف التي تعارض سياستهما.
وفي الوقت الذي يستبعد الشهابي قيام الرياض وأبوظبي بتدخل عسكري ضد الدوحة، لأكثر من سبب، إلا أنه يرى أن الإمارات “أكثر حماسا للسياسات العدوانية”، ذاهبا إلى أن ولي عهد أبوظبي “هو الملهم الفكري والسياسي لمحمد بن سلمان”. كما أن دول التحالف السعودي تلتقي على سياسات متشابهة مع المعارضين، وذلك باعتقال النشطاء وملاحقتهم بالأحكام بتهم تتعلق بالتصريحات الصحافية والتغريد.