البحرين اليوم – (خاص)
كشف مواطن باكستاني كان يعمل في أجهزة الأمن الخليفيّة، واعتقل سابقاً وحُكم عليه بالسجن 15 سنة في البحرين، (كشف) جوانب مما شاهده من أحداث سجن جو التي اندلعت في مارس من العام الماضي، فيما عُرف ب”انتفاضة السجون”.
وفي اتصال مع (البحرين اليوم)، أفاد بأنه كان نزيلا في سجن جو منذ العام 2000 للميلاد، وكان يعمل فيما يُسمى قوّة دفاع البحرين ضمن الشرطة العسكرية، قبل سجنه.
الباكستاني (هو من بلوشستان) وفضّل عدم نشْر اسمه أو صورته للإعلام؛ أفاد بأنه تنقّل في سجن جو خلال فترة سجنه، ويعرف أغلب العنابر والمباني فيها، وأوضح بأنه تربطه علاقات كثيرة مع البحرانيين، من السجناء السياسيين والجنائيين.
وبخصوص أحداث سجن جو، قال (ص. ب) – وهو ترميز لاسمه – إنه كان وقتها في مبنى رقم 2، وأغلب منْ ينزل فيه من الجنائيين.
وأضاف بأن مشاهد التعذيب وتفاصيله، “صورٌ لا تغيب عن بالي”، واصفاً ما جرى بأنه “تعذيب بشع، وظلم كبير”.
وقال إن ذكريات تلك الحادثة، وما جرى فيها من تعذيب، “لا تزال حية بالمشاهد التي رآها بنفسه”.
ووصف الجلادين والضباط الخليفيين بـ”الحيوانات الميتي الضمائر”. وقال بأنّ السجناء نُقلوا خارج مبنى السجن منذ حوالي الساعة 4 وحتى التاسعة من اليوم التالي، ووُضعوا بعد ذلك في الخيام شهوراً متتالية، وفي ظروف قاسية من المضايقات والتعذيب.
وذكر (ص.ب) عدداً من وسائل التعذيب التي تم تعريضها للسجناء، ومن بينها سكب الماء البارد، وتجريد بعض السجناء من ملابسهم كاملةً.
ولم يسلم هو نفسه من التعذيب، حيث لا تزال آثار التعذيب التي تعرّض لها ظاهرةً في رجله، وأظهر لـ(البحرين اليوم) هذه الآثار أثناء المقابلة معه.
وكشف (ص. ب) أسماء عدد من الضبّاط المعذّبين في سجن جو، ومن بين الأسماء التي ذكرها: عيسى الياسي (يحمل رتبة ملازم أول)، وضابط آخر لم يتذكر اسمه الأول من عائلة التميمي.
أما المرتزقة المعذّبون، فذكر كلا من عبد الحميد (يمني)، علي مران (سوري)، خالد عراقي (يُعرِّف نفسه بأنه سوري).
وقال بأن أغلب المعذبين هم من قوات الدرك الأردني، وأكد المعلومات التي ذكرها نشطاء وسجناء، بأن هذه القوات هي التي تسلّمت إدارة سجن جو، وقامت بتنفيذ حفلات التعذيب، وخاصة بعد أحداث شهر مارس 2015م.
ومن بين القصص، روى لـ(البحرين اليوم) حادثة إطلاق كلب على السجين محسن عبد العزيز، وقال إن الكلب نهش عبد العزيز، وتسبّب بأذيته.
من جانب آخر، روى (ص.ب) لـ(البحرين اليوم) تعذيب السجين البحراني حسن الجزيري، والذي تأثرت رئته بسبب التعذيب، كما أنه حُرم من العلاج.
واستذكر (ص.ب) عددا من حالات التعذيب الممنهج التي تعرّض لها السجناء السياسيين خلال السنوات الأخيرة.
ومن بين المعلومات التي كشفها (ص.ب)، هو موضوع الرشاوى داخل إدارة السجون في البحرين.
وقال إن مدير السجن، محمد راشد الحسيني، كان يتلقى رشاوى لترشيح أسماء سجناء لـ “العفو الملكي”، ويكون مقدار الرشاوى تبعاً لمستوى السجين وإمكانيته.
وأوضح بأن الحسيني كان لا يتردد في قبول “رشاوى غير مالية”، بما في ذلك “ترتيب علاقات محرَّمة مع بائعات هوى”.
(ص. ب)، يبلغ من العمر 40 عاماً، وكان يعيش في البحرين منذ العام 1996م.
وسألته (البحرين اليوم) عمّا إذا كان شارك في قمع انتفاضة التسعينات، أو تعذيب السجناء قبل أن يُعتقل، فنفى ذلك، وأكد بأن عمله اقتصر على مقر ما يُسمى “قوة الدفاع”.
وعن سبب اعتقاله والحكم عليه، قال إنه وُجّهت إليه تهمة قتْل أحد الجنود من أصل سوداني، وذلك أثناء مشاجرة وقعت بينهما.
(ص. ب) الذي يعيش الآن في منطقة بلوشستان بين أهله، وفي محلّة جبلية، قال بأنه أدلى بهذه الشهادة دون “الخشية من الانتقام ضده”، وذلك لصداقته بالمواطنين “البحرانيين، ونظرا للظلم الذي وقع عليهم وشاهد جانباً منه”، وهو ما دفعه لـ”الحديث عما شاهده في السجن”، بحسب قوله.