سجال بين “الذل” و”العزة”.. بين لندن وسيدني: بروج عاجية أم “الغرور الغارق” وسط الضباب؟
البحرين اليوم – (خاص)
اعترضت الصحافية البحرانية زينب عبد النبي على تعليقات نشرها الصحافي عادل المرزرق وانتقد فيها المعارضة البحرانية ووصفها ب”الغباء” و”الغرور” وذلك بسبب امتناعها عن الاستجابة للمشاريع الخليفية للخروج من “الأزمة” القائمة في البلاد، بحسب ما يجري التعبير عنه في أوساط بعض السياسيين.
عبد النبي التي تقيم في أستراليا لدراسة الدكتوراه اتهمت المرزوق – المقيم في العاصمة البريطانية لندن – بأنه يتحدث من “برج عال” ودعته للالتزام ب”اللياقة والمرونة الذهنية” لتفهم معاناة منْ يوجه إليهم الانتقادات، وأوضحت بأن المرزوق اعتاد على “الإسراف في لغة الاستخفاف بالآخر، ووصفه بالغرور”.
وكان المرزوق في صدد التعليق على ما صدر عن بعض السياسيين في الداخل بالعودة إلى “المربع الأول” في التعاطي مع النظام، وادّعى المرزوق – الذي استعمل ضمير الجمع – بأن هؤلاء “أدركوا متأخرين” ما اعتبره “نصيحة راجحة” تقدم بها للقبول بشروط النظام. وذهب المرزوق بعيدا في الهجوم على مطلب المعارضة بشأن “الحكومة المنتخبة”، وزعم بأنه “لا أفق له ولا واقعية”، وقال بأن ما وصفها ب”التسوية التي قدمتها مؤسسة الحكم في ٢٠١٤ تبخرت” بسبب “مكابرة” المعارضة “و”غرورها”.
من جانبها وصفت زينب عبد النبي ما قاله المرزوق بأنه “تفلسف” من موقع “الراحة والانبساط في مدينة الضباب”، وأكدت بأن كلامه من هذا الموقع يفقده “المصداقية والثقل”، ودعته في المقابل لأن يطرح “مشروعا عمليا واستراتيجية واضحة على المعارضة” وذلك بدلا من نصح رموز المعارضة المعتقلين “جهلا أو وعيا بالخضوع لمبادرات الحكومة غير الموجودة أساسا”، ودعته للكف عن “التنظير الفارغ”، كما تساءلت عبد النبي عما إذا كانت ما يعتبره المرزوق “مبادرة” طرحتها الحكومة الخليفية في العام ٢٠١٤م بأنها فعلا “تضمن الإفراج عن المعتقلين” وهو الأمر الذي قالت بأن المرزوق “يتبجح” به كل مرة و”التحسر على عدم قبولها”، وتساءلت “ما تفاصيل تلك المبادرة؟” .
ويأتي ذلك وسط محاولات خليفية مستمرة للإلتفاف على ثورة ١٤ فبراير والتي تقوم بها بالنيابة أطراف وشخصيات تؤمن بخيار “التصالح” مع النظام والتصادم مع الخيارات الشعبية التي تنادي بإسقاطه، وتأخذ هذه المحاولات برزوا بين فترة وأخرى وخاصة بعد “إجهاز” النظام على قيادات المعارضة واعتقال أبرز رموزها، ومع “انسحاب” عدد منهم عن الواجهة السياسية والاكتفاء بمراقبة “المشهد العام” وانتظار نتائج الصراع الميداني والسياسي الذي يقوده الناس والقوى الثورية المعارضة.
من جهة أخرى، يوجه الناس انتقادات إلى الشخصيات التي خرجت من البلاد في بداية الأحداث السياسية الأخيرة، ولاسيما التي لم يُعرَف عنها “أي دور سياسي أو نضالي”، ولكنها اعتادت على توجيه “الاعتراضات” في وجه المعارضة والحراك الشعبي وتغليب الخيارات “المنقوصة” وغير “العادلة” التي تشيعها السلطة الخليفية لسحب “البساط أمام الثورة”.
وفي هذا السياق قال أحد النشطاء السياسيين بأن بروز هذه المواقف “المتخاذلة” يشير إلى “انجرار البعض بوعي أو بدون وعي لدعم الموقف الخليفي الذي يعاني في هذه الفترة من تراجع وضعف مرشح للتصاعد”، وأوضح ناشط معارض في تصريح لـ(البحرين اليوم) بأنه “من العجب أن تصدر مواقف الخذلان المتمتعين بالحرية في الخارج، فيما يصر المعتقلون على الصمود وعدم الخنوع”، وأبدى التشكيك في “النوايا” التي تدفع أصحاب “المبادرات والنصائح المتخاذلة” الذين يزعمون بأنهم يتحركون “رغبةً في إنهاء معاناة السجناء”، وأكد الناشط السياسي بأن المعلومات التي تصل من داخل السجون الخليفية تؤكد بأن المعتقلين – وبينهم قادة الثورة – “لا يتمنون الخروج من السجون إلا بتحقيق النصر والكرامة”، مشيرا إلى أنهم “آثروا ذلك على حريتهم، في الوقت الذي يطالب البعض بالذل والمهانة، وهو بعيد عن نار السجن والمعاناة وقمع النظام”.