زيارة أوباما الأخيرة إلى مملكة آل سعود: زواج يمر بظروف صعبة
البحرين اليوم – (خاص، فرانس برس)
يقوم الرئيس الأميركي باراك اوباما هذا الأسبوع بزيارة إلى السعودية، تتمحور حول النزاعات الإقليمية من اليمن إلى سوريا، لكن أنظار حلفائه في الخليج تتجه إلى منْ سيخلفه قريبا بعد أن خيبت تصريحاته وخياراته آمالهم.
وقد أعاد أوباما خلط الأوراق في المنطقة، وأثار في الوقت نفسه غضبَ دول الخليج، شركاء بلاده منذ زمن طويل، بإعادته إيران إلى الساحة الدبلوماسية، ورفَضَ التدخل ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وإعلانه بوضوح أن للولايات المتحدة أولويات أخرى غير الشرق الأوسط، في مقدمتها آسيا.
وبعد لقاء الأربعاء مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، سيشارك أوباما الخميس في قمة لدول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وقطر والامارات والكويت وسلطنة عمان).
وكان دعا هذه الدول إلى اجتماع في كامب ديفيد في مايو 2015 في خضم محادثات أفضت إلى توقيع الاتفاق النووي مع إيران في يوليو من العام نفسه.
وكتب اوباما في مقال ب(اتنلانتك) “المنافسة بين السعودية وإيران التي ساهمت في الحرب بالوكالة، وفي الفوضى في سوريا والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلا فعالا لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر”، وهو اقتراح لم يسبق لأي رئيس اميركي أن اقترحه، بحسب مراقبين، ولم يجد أيّ تجاوبٍ إيجابي من دول المحور السعودي في مجلس التعاون الخليجي، الذي واصل الهجوم على إيران في أكثر من محفل.
ويحاول الأمريكيون تقديم توضيحات لتصريحات أوباما، تزيل “القلق” الخليجي، والسعودي خاصة.
وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والخليج روب مالي “لا مجال للالتباس” حول هوية “شريكنا”، إلا أنه أضاف منتقيا تعابيره بعناية، “إذا أرادت دول الخليج وإيران إحراز تقدم في علاقاتها، فإن الرئيس على قناعة بأن ذلك سيكون لصالح المنطقة وللاستقرار في العالم بشكل عام”.
وتركز دول الخليج اهتمامها الآن على الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في الثامن من نوفمبر، وتأمل أن يكون الرئيس المقبل – سواء كان جمهوريا أو ديموقراطيا، أكثر إصغاء لوجهة نظرها. لكنها تواجه احتمال خيبة أمل جديدة، كما يقول مراقبون.
وتقول المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي ايه” لوري بلوتكين بوغهارت – التي تعمل حاليا في معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى، “يأمل شركاؤنا في الخليج بعودة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق، لكن المنطقة تغيرت بشكل كبير، والأمور أصبحت أكثر تعقيدا”.
وتختصر بلوتكين بوغهارت الوضع بالقول “الأمر أشبه بزواجٍ يمر بمرحلة صعبة. هناك سوء تفاهم وإحباط، لكن الرغبة في البقاء معا تطغى، لأن الجانبين يستفيدان من الشراكة”.
يُشار إلى أن هناك عاملَ خلافٍ آخر بين اوباما والسعوديين، ويتعلق في مشروع قانون عُرض على الكونغرس، ويجيز للمحاكم الأميركية النظر في مسؤولية السعودية في اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وعلى الرغم من أن الإدارة الاميركية الحالية غير مؤيدة للنصّ بشكله الحالي، لكن مجرد وجوده يثير توترا مع الرياض، لاسيما مع تفاعل وسائل الإعلام الأمريكية مع هذا الملف، وتصعيد الهجوم على آل سعود وربطهم بالإرهاب والتطرف في المنطقة.
في المقابل، يرى عدد من المراقبين على أن الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية – والتي تعود إلى العام 1933 – لا تواجه تهديدا فعليا رغم الخلافات الواضحة.
وبعد الزيارة التي يُرجح أن تكون الأخيرة لأوباما إلى المنطقة، يتوجه الرئيس الأميركي للقاء حليفين آخرين تخلو العلاقات معهما من التوتر، وهما بريطانيا والمانيا.