"زرع المجانيين يحفظه رب العالمين".. الإنتربول الدولي يلاحق النشطاء
البحرين اليوم – (خاص)
“زرع المجانيين يحفظه رب العالمين”.
كثيراً ما سمعت هذا المثل الشعبي في قريتنا عراد.
ويُطلق هذا المثل للتعبير والدلالة على أن ثمة شخصاً أو مؤسسة أو عدة أشخاص يتعرضون لمشكلة ما، ولا يجدون مُعيناً، أو أنهم يتعرضون للإهمال، ويُتركون لوحدهم في مهبّ الريح، وبين يدي رحمة الله.
وزرْع المجانيين هو ذلك الزرْع الذي ينبتُ دون رعاية، وبشكل طبيعي، ويبقى ويترعرع بشكل ذاتي في الشوارع والأزقة والأراضي “البوري” (أي القاحلة). ولذلك، قيل “زرْع المجانيين يحفظه رب العالمين”.
قدمت المقال بهذا المثل الدارج الذي جاء بإيحاءٍ من حوار دار بيني وبين عدد من المهجّرين المطاردين الذي توجّه إلى إحدى البلدان، وتم إيقافه في مطار ذلك البلد وتعرّض للتحقيق الطويل قبل أن يُطلق سراحه، وذلك لأن اسمه مدرج ضمن قائمة حديثة للشرطة الدولية (الإنتربول الدولي).
وفيما يلي مقتصب من الحوار.
قلت له: “سلام عليكم، هل عبرتم من المطار بكل يسير؟”.
فقال لي: “كلا، تم إيقافنا، والتحقيق معنا لفترة طويلة قبل أن يسمحوا لنا بالمغادرة”.
قلت له: “وهل ساعدكم أحدٌ من أساطين المعارضة في الخارج، أو قدّم لكم أحداً العون لكي تتيسّر أموركم؟ أم أنه زرْع المجانيين يحفظه رب العالمين؟”.
قال: “هذا هو الحال (زرع المجانيين يحفظه رب العالمين)؟!”.
انتهى الحوار بيني وبين ذلك الزميل المهجر والمطارد على خلفية ثورة الرابع عشر من فبراير.
في الواقع، هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها، وعلينا جميعاً الإجابة عليها، والتفكير فيها، ومنها كيف استطاع النظام الخليفي الدموي أن يستغل الوضع الدولي ومحاربة الإرهاب في خلط الأوراق وتضمين أسماء مئات الشباب النشطاء والقيادات المعارضة المهجرة التي تعيش في الخارج ضمن قوائم سُلّمت للعديد من الدول إلى جانب الشرطة الدولية (الإنتربول الدولي)، علماً بأن الشرطة الدولية لم تكن تقبل الأخذ برواية النظام، ولا تُضمِّن في قوائمها ملاحقة نشطاء سياسين وحقوقيين معروفين، ولهم نشاطهم السلمي السياسي والحقوقي الواضح؟!
ثم بعد الإجابة على هذه الأسئلة؛ علينا جميعاً التحرك لتوضيح الأمور، والضغط لرفع هذه القوائم وإسقاطها، وعدم الإنتظار حتى يتعرض العديد من المهجرين والمطاردين للملاحقة والتوقيف في المطارات والمعابر الحدودية.
اليوم هناك مئات الأسر التي فُرِضَ عليها العيش في المهجر جراء الظرف السياسي المأزوم، والملاحقة الجائرة، وعليه يجب التحرك الجاد لرفع كل القوائم التي تصدر من النظام، والتي تستهدف التضييق على حركة النشطاء والسياسيين البحرانيين، وخصوصاً تلك القوائم التي وصلت لبعض الدول المتعاطفة مع مطالب شعبنا في البحرين، وتلك الدول التي ترفض القمع والجور الذي يتعرض له شعبنا في البحرين.
هنا يأتي دور الجهات الحقوقية التي باستطاعتها التحرك، وإبطال إجراءات النظام الجائرة، وكذلك الشخصيات السياسية ذات النفوذ والعلاقات القوية التي تستطيع توضيح الأمور.
هذه أفكار أرجو أن تكون محلاً للتفكير والمراجعة والنقاش بين كلّ المعنيين من المعارضين والنشطاء.