البحرين اليوم-(خاص)
كتب البروفيسور رودني شكسبير مقالة نُشرت له اليوم الأحد، ١٣ يوليو، على موقع (برس تي في) تحت عنوان (نظام البحرين يُظهر علامات من الذعر)، ابتدأها بالقول “إنها قشة في مهب الريح، علامة صغيرة لما يمكن أن يحدث، إلا أنها وبرغم صغرها فإن ما سيحدث سيكون كبيرا جدا في الواقع”.
تطرق الكاتب في المقال إلى اتهام السلطات لأثنين من قادة المعارضة البحرانية على خلفية استقبالهم لمساعد وزير الخارجية الأمريكية توماس مالينوفسكي والذي تمّ طرده من البلاد في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وتساءل الكاتب عن طبيعة تلك الجريمة التي أُثيرت حولها تلك الضجة. مشيراً إلى أن البحرين مقر للأسطول الخامس الأمريكي، وعلاوة على ذلك فإن الولايات المتحدة “ملتزمة بدعم النظام الخليفي الذي هو جزء من بنية منظومة تضم السعودية والأردن”، وأن هذه المنظومة وبحسب الكاتب تتلقى دعما غربيا ” لقمع التطلعات الديمقراطية لشعوبها مقابل ألا تتحدى تلك الأنظمة وجود، بل توسع، الكيان الصهيوني”.
الكاتب يضيف قائلا” بأن نظام آل خليفة وحفنة القتلة والجلادين معه عندما يصيب شرهم أي بحريني لمجرد قوله مساء الخير لأي أمريكي، فإن ذلك علامة على ذعر النظام”.
الكاتب وفي معرض تطرقه للسياسة الأمريكية في المنطقة؛ فإنه لا يؤكد على فشلها فحسب، بل بإصابتها بحالة من الانفصام التي تثير العجب والضحك في آن واحد. ضاربا مثلا على ذلك، الدعم الأمريكي لفصائل المعارضة السورية الممثلة بداعش والنصرة وغيرها من الجماعات، ومن ناحية أخرى فإن أمريكا تندّد بتلك الجماعات رغم “إنها تجهزها بالأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر بواسطة السعودية والأردن وتركيا”.
ويضيف الكاتب مشيرا إلى الوضع في العراق حيث تم الإعلان عن “الكيان البشع” المسمى بالدولة الإسلامية التي كانت موجودة” في تصورات القتلة المنحرفين” والتي يمكن أن تشكل خطرا على لبنان وتركيا والأردن والسعودية، معتبرا إياها مثالا آخر على الفشل والفصام الأمريكي.
الكاتب يعزو سبب حصول كل ذلك إلى أن “الولايات المتحدة تسيطر عليها الصهيونية” التي تقوم سياستها على “تحطيم أي دولة إسلامية قادرة على إبداء معارضة فاعلة لتوسع إسرائيل”. مشيرا إلى تحطيم ليبيا فيما يجري تدمير سوريا والآن حان الدور على العراق بحسب الكاتب. ويضيف الكاتب مشيراً إلى أن هجمات “إسرائيل القاتلة وإبادتها الجماعية للفلسطينيين” والتي تواجه بكره متزايد في أنحاء العالم جعلت الولايات المتحدة مكروهة أيضا.
الكاتب يعتبر أن هناك معارضة كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية داخل وزارة الخارجية الأمريكية، إذ يُنظر لها على أنها كارثية. وبالعودة إلى استدعاء بعض من قادة المعارضة في البحرين؛ فإن السياسة الخارجية الأمريكية يمكنها تصحيح مسارها من خلال “حملة ترويجية حقيقية للديمقراطية في المملكة العربية السعودية”، وعبر لجم إسرائيل والسيطرة عليها. وهذا هو السبب ” الذي يثير الذعر لدى آل خليفة” بحسب الكاتب.
وفي هذا السياق، يضيف الكاتب قائلا “إنهم يعلمون ( أي آل خليفة) أن مجرد نزول الجنود الأمريكيون (٧٠٠٠ جندي) إلى الشارع؛ يعني نهاية نظام آل خليفة ومؤسساته القمعية”، وذلك هو السبب الذي يجعل” آل خليفة القتلة يصابون بالهلع”، ولعله من الحكمة وحسب الكاتب إتباع النصيحة القلبية القائلة “اخرجْ الآن وأنت قادر”.
جدير بالذكر أن شكسبير باحث في الشؤون السياسية، ورئيس لجنة مناهضة التعذيب في البحرين.