الرياض، لندن، جنيف – البحرين اليوم
أعلنت وكالة الأنباء السعودية اليوم الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٧م بأن بريطانيا والسعودية وقعتا اتفاقية إطارية للتعاون في المجالات العسكرية والأمنية.
وذكرت الوكالة أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ناقش التعاون العسكري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء. ولم تكشف الوكالة عن تفاصيل الاتفاق.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ذكرت في ديسمبر الماضي إن بريطانيا ستستثمر ما يربو على ثلاثة مليارات جنيه استرليني (٤.٥ مليار دولار) في الدفاع بدول الخليج العربية خلال السنوات العشر المقبلة، مع سعي لندن لإقامة علاقات قوية مع الدول الغنية بالنفط قبل الخروج المزمع من الاتحاد الأوروبي.
وأثارت منظمات حقوقية دولية انتقادات واسعة للمملكة المتحدة بسبب سياستها الخارجية الداعمة لأنظمة معروفة بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان في دول الخليج، وخاصة النظامين في السعودية والبحرين.
وفي الأسبوع الماضي، وجه نواب بريطانيون أسئلة مكتوبة إلى الحكومة البريطانية حول التمييز الذي تمارسه السعودية ضد المواطنين الشيعة، وخاصة في العوامية. ووجه النائب توماس بريك أسئلة عن العمليات التي شهدتها البلدة في شرق السعودية وأدت إلى مقتل الطفل سجاد وهو في سن الثالثة، كما سأل عن مدى المسؤولية الملقاة على الحكومة حيال هروب الأهالي من منازلهم في العوامية بسبب العلميات العسكرية.
وفي كلمة اليوم الثلاثاء باسم منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” في الحوار التفاعلي بمجلس حقوق الإنسان في جنيف، عبر الناشط البريطاني سام والتون عن القلق حيال دعم حلفاء غربيين للنظام في البحرين، وعدم إثارتهم للمخاوف إزاء الانتهاكات الجارية فيها، ومنها المملكة المتحدة، وقال بأن هذه السياسة الداعمة أدت إلى اتساع الانتهاكات في البلاد.
كما عبرت منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير عن البحرين الذي حمل عنوان “لا أحد يستطيع حمايتكم” عن انتقادات واضحة للحكومة البريطانية بسبب سياستها تجاه النظام في البحرين وعدم ممارستها ضغوط جدية لفرض إصلاحات ذات مغزى في البلاد.
وقد أعلن حزب العمل البريطاني عن رفضه دعوة مندوبي السفارة السعودية في لندن خلال مؤتمره العام، وذلك بسبب حربها على اليمن.
وشكلت قيادة السعودية للحرب في اليمن واحدة من أكثر الملفات التي أثارت الانتقادات الدولية ضد السعودية، وأصدرت منظمات عالمية، ومنها هيومن رايتس ووتش تقارير عديدة رصدت فيها انتهاكات وجرائم التحالف السعودي في اليمن، وقالت بأن كثيرا منها يرقى لجرائم “حرب”، وانتقدت الدعم البريطاني للسعودية في سياق هذا العدوان. كما انطلقت في لندن حملات واسعة قادها نشطاء بريطانيون وبحرانيون ضد الدعم البريطاني للسعودية بسبب هذه الحرب، ومنها حملات مناهضة التسلح، وقام الناشط والتون في وقت سابق من العام الجاري باعتراض طريق الناطق السابق باسم التحالف السعودي ضد اليمن، أحمد العسيري، أثناء مشاركته في كلمة بالعاصمة البريطانية، وطلب اعتقاله باعتباره “مجرم حرب”.