ساهر عريبيمقالات
دم (حسين القطيف) سيسقط عرش آل سعود
البحرين اليوم – (خاص)
استيقظ العالم مع بدء العام الجديد على خبر حفلة الإعدام الجماعي التي نفذتها السعودية، والتي طالت 47 شخصا من بينهم المعارض البارز الشيخ نمر باقر النمر وثلاثة من النشطاء من أبناء المحافظة الشرقية في السعودية، ممن شاركوا في الإحتجاجات التي اندلعت في المحافظة عام 2011 للمطالبة بإنهاء عقود من سيسات التهميش والإقصاء بحق الأقلية الشيعية.
كان النمر وسيظل رمزا لتلك الإحتجاجات منذ صدح صوته عاليا مطالبا بالعدالة والمساواة، ومنتقدا لنظام عائلة آل سعود الذي شيّدوه على جماجم الآلاف من أبناء الحجاز.
لم يكن النمر رجل دين تقليدي محافظ، يُؤْثِر الصمت على الدفاع عن حقوق المواطنين الأساسية، وخاصة حقوقها في حرية التعبير وحرية التجمع السلمي والحق في انتخاب الحكومة والمشاركة في إدارة البلاد وفي تقاسم ثرواتها، بل كان صوتا هادرا بوجه الظلم والطغيان السعودي.
ولذلك فقد أقضّ صوته مضاجع آل سعود الذين لا يطيقون سماع مثل هذا الخطاب الذي يسري كالنار في الهشيم في جميع المناطق المهمشة في السعودية، سواء في الإحساء أوالقطيف او الحجاز أو عسير أو جازان وغيرها من المناطق. فهذه العائلة التي بسطت نفوذها على أرض الوحي والنبوة بحد السيف؛ تخشى سماع مثل تلك الكلمات التي أطلقها النمر، فوقعها عليهم أشد من وقع رصاصهم على رؤوس المتظاهرين السلميين في القطيف.
اعتقلت السلطات النمر مرات عدّة، لكنها فشلت في كسر مقاومته وفي إسكاته.
كان صوته يزداد قوة، وخطابه ضد آل سعود يزداد حدّة في كل مرة بعد الإفراج عنه.
مثل النمر لا يبيع آخرته بدنياه أو بدنيا غيره، وأما الأموال التي أعتاد آل سعود على توظيفها لشراء الضمائر في شتى بقاع الأرض؛ فقد عجزت عن شراء النمر الذي اختار طريقا كان يعلم علم اليقين أنه سيؤدي به إلى القتل.
كان اعتقاله الأخير في شهر يوليو من العام 2012، حيث لاحقه جلاوزة آل سعود وأمطروه برصاص أسلحتهم قبل أن يعتقلوه، لتصدر عليه محاكمهم بعدها حكما تعزيريا بالإعدام.
اختار آل سعود إعدامه في مطلع هذا العام إمعانا منهم في غيّهم في إدخال المنطقة في أتون الحروب والتوترات الطائفية. فآل سعود الذين يعيشون مأزقا بسبب سياساتهم المتهورة؛ يسعون للخروج من هذا المأزق بأي ثمن كان، ولو عبر حرب جديدة في المنطقة تضاف إلى سجل حروبهم في اليمن والعراق وسوريا.
كان الاستشهاد أمنية النمر، ولذلك كانت كلماته بعد سماعه بعزم السلطات على إعدامه مستوحىً من كلمات إمامه علي عندما قال “فزت ورب الكعبة”، حيث قال “بشركم الله بالخير”.
ولا عجب في ذلك ممن سار على درب الحسين، الذي دفع دمه ثمنا لمطالبه في الإصلاح، وكذلك فعل النمر، ومن قبله الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، فكلاهما ينهل من معين واحد، ألا وهو معين الثورة الحسينية.
وكما أسقط دم الحسين دولة بني أمية، وأطاح دم الصدر بحكم الطاغية صدام؛ فإن دم النمر (حسين القطيف) سيهدم عرش آل سعود على رؤوسهم، وإن غدا لناظره لقريب.