حمد وشرذمته: مرض الالتحاق بالأراذل
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم: كريم العرادي
كاتب من البحرين
بعد أكثر من ست سنوات على وصف حمد عيسى الخليفة للبحرانيين بأنهم “شرذمة”؛ أثبتت الأيام والأحداث بأن هذا الحاكم – الأقل حياءا بين الحكام العرب – هو أكثرهم انتماءا للشرذمة وميلا للواحق الزائدة.
كل ما صدر عن حمد قدّم دليلا على ميوله غير السوية، ورغبته المريضة لأن يكون تابعاً للأراذل والطغاة. وهذا هو السبب الذي يجعل أهل البلد يتعاطون معه بـ”قرف” واشمئزاز، ويشعرون بالخجل بأنه لازال متسلطا على هذه البلاد، وجالسا على كرسي الحكم فيها، وهو كرسي – على أية حال – خال من الأرجل، ولا يستند إلا على عار الالتحاق بالأجانب والمحتلين.
ليس غريبا أن يجد حمد الأُنس والاستجمام في أحضان حسني مبارك، وبعده عبدالفتاح السيسي. تعلق حمد بمبارك ومخابراته حينما كانت ثورة ١٤ فبراير على وشك الانطلاق، ونتذكر كيف أرسل حمد مخابراته ومرتزقة إلى القاهرة لأخذ دروس القمع والتضليل، والتي لم تنفع مبارك في شيء، كما لم تنفع آل خليفة في شيء حتى اليوم. ولكن المريض بعقدة النقص لا يجد غير مريض مثله ليتبادل معه فنون التضليل و”الوساخة”، كما هو الحال مع السيسي الذي “باع” أرض مصر لآل سعود لتكون جسرا للمودة القادمة مع الإسرائيليين، واليوم يريد حمد أن يشارك المصريين المغلوب على أمرهم في الانتخابات الرئاسية، ويقول بأنه لو كان له صوت لانتخب السيسي، ولعل المصريين سيعذرون أهل البحرين بعدها عندما يعرفون بأن هذا “الشرذمة” مغضوب عليه من شعبه وأهله، وأن صوره واسمه لا يغادر أقدام الناس وهتافات الدعوة لإسقاطه في كل الأوقات، وعليه فإن ما يقوله من هراءات عن بلدهم وتدخله في شأنهم الداخلي، لا يقبل به أهل البحرين، إلا من هم على شاكلة المرتزقة والبلطجية من خلايا مبارك وعسكر السيسي وآل سعود.
لم تتوقف وقاحة حمد عند حدود قتل شعبه، وبيع أرض البحرين لآل سعود والأجانب، والالتحاق بالإسرائيليين لضمان الأمن والسلامة على نظامه القميء. ولكنه يريد أيضا أن يُجبر البحرانيين على أن يعاملوه مثل “الرجال”، وهو أمر مستحيل كل الاستحالة، لأنهم يعتبرونه خاليا من كل الرجولة والنظافة العربية، ووجدوا فيه حاكما غاشما وساقطا في الوقت نفسه. سيعجز حمد عن إجبار المواطنين على الخضوع له، والاستسلام لشرذمته من الأوباش، وكلما زاد في محاولاته الكريهة لجبر المواطنين على رفع “الراية البيضاء”، وقسرهم على الالتحاق والاعتراف به؛ كلما وجد فيهم ممانعة أشد وكبرياء أكبر وثورة لا تعرف الوهن، لأنهم خروجوا أبدا على الطوق، وعرفوا أن “الدنيء” لا يخرج منه إلا السقوط والانحدار، ولن يتوقعوا منه خيرا أبدا، بل سيواصلون تصغيره، واحتقاره، هو وكل طاقم “الشزذمة” الذي يحكمه ويسيّره مثل الأراجوز الخائب.