حسين عبدالله: السعودية تشنّ حرباً على التراث الإسلامي.. و”داعش” يسير على خطاها
اتّهم الحقوقي البحراني حسين عبدالله السعودية بأنها “تشنّ حربا ضد التراث الإسلامي والإنساني” وأن تنظيم داعش الإرهابي يسير على خطاها.
جاء ذلك في مقال له اليوم الإثنين (22 فبراير 2016) في صحيفة الأخبار اللبنانية بعنوان “السعودية وحرب الإبادة الثقافية”، وتطرق فيه إلى تدمير السعودية للآثار الإسلامية في البلاد.
وأوضح عبدالله أن الحكومة السعودية “تتعمّد تدمير الآثار الإسلامية في مكة والمدينة” مشيرا الى تدميرها لأكثر من 90 في المئة من هذه الآثار وفقا لتقرير نشرته مجلة «التايمز» الأمريكية في العام 2014.
وبيّن عبدالله أن السعودية تدمر تلك الآثار «بحجة أن لا يعبدها الناس من دون الله»، لكنها تنفق وفي ذات الوقت مئات الملايين من الدولارات لترميم المواقع الأثرية الخاصة بالعائلة الحاكمة في عاصمتها الأولى الدرعية. مشيرا إلى بناء حمامات في موقع منزل السيدة خديجة أول زوجات النبي محمد في مكة، وإلى تحويل موضع ولادة النبي محمد إلى مكتبة.
وتطرق المقال إلى الإحتجاجات الواسعة التي اجتاحت العالم الإسلامي بعد تقديم جهة حكومية دراسة لنقل قبر النبي محمد من موقعه الحالي، مما دفع الملك السابق عبدالله إلى تغيير خطة التوسعة للمسجد النبوي.
وأشار المقال إلى أن السعودية تقيم معارض تكلف أموالا طائلة لملوكها السابقين وتضم مقتنياتهم، في وقت لا تسمح بزيارة مناطق أثرية موغلة في القديم مثل مدائن صالح في شمال غربي البلاد.
وأوضح عبدالله بأن التدمير لا يقتصر على الآثار فقط بل شمل ” تدمير جميع الثقافات والعادات المحلية في انحاء الجزيرة العربية” وأضاف “إنها تفرض بالقوة الثقافة والعادات الخاصة بمنطقة نجد التي تنحدر منها العائلة الحاكمة”. مشيرا إلى أن الزي الرسمي للدولة هو الشماغ الأحمر والثوب الأبيض للرجال والعباءة السوداء للنساء، وأن الشرطة الدينية تفرض على النساء في جنوب الجزيرة إرتداء النقاب الذي لايرتدينه في تلك المناطق.
وأبدى عبدالله استغرابه من ردود الأفعال في الدول الإسلامية إحتجاجا على حفريات إسرائيل تحت المسجد الأقصى, في وقت لم يخرج فيه متظاهر واحد احتجاجاً على تدمير 90 في المئة من آثار النبي محمد.
واعتبر عبدالله أن جرائم «داعش» ضد الآثار والثقافة “ليست وليدة اللحظة إنما هي استمرار وامتداد لسياسة تدمير كل ما هو حضاري وجميل والتي سنته السعودية في حربها ضد التراث الاسلامي والانساني”.
يشغل حسين عبدالله منصب المدير التنفيذي لمنظمة «أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين», وهي منظمة تعنى بمراقبة وتعزيز اوضاع حقوق الإنسان في منطقة الخليج عامة وفي البحرين بشكل خاص.