حداد كرباباد: طريقة مثلى لإحياء الحراك
البحرين اليوم – مقالات
بقلم: صادق البحراني
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر1-3)
تمرّ الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أربعة شبّان من بلدة كرباباد في ظروف غامضة وسط البحر، وبعد خروجهم من المياه البحرينية، أربعة أقمار في ريعان شبابهم، بذلوا جهدهم في إعلاء كلمة الله في أرضه، ونزفوا جراحاً من أجل إثبات أن لا مستحيل رغم الإرهاب العميق الذي تمارسه العصابة الخليفية الحاكمة.
هناك خصوصية يمتاز بها شعب البحرين، وهي المحافظة والمواظبة على إحياء ذكريات الشهداء الأبرار ومحاولة تخليدها في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، ولنا خير دليل في ذكرى استشهاد الشيخ جمال العصفور وجميل العلي والهانيين وعيسى قمبر وغيرهم، والسؤال: هل تتكيّف الجماهير، في مثل هذه المناسبات وغيرها، مع الظروف المحيطة بها، سواء في الرخاء أم التضييق، وهل تكون على استعداد لهذا الإحياء بما يمثل تحدياً جدّياً في ظل الصراع الدائم مع العصابة الخليفية؟
علينا الاعتراف بأن العدو الخليفي يسعى للتطور في التخطيط والتنفيذ لمشاريعه التخرببية، ويساعده في ذلك دول عظمى ومنظمات مرتزقة، إلا أن نيته واضحة، وهو ما يشكّل فضيحة لكل مشروع يقوم به وأي خطوة يخطوها، ومن العقل أن نسعى في مجاراة هذا السعي، سواء في تطوير مهاراتنا في “مختلف المجالات”، والتخطيط الذي يرفع مستوى جهوزيتنا، وهو من باب “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ”.
لقد مثّل حداد كرباباد تنبيهاً جيداً لمختلف القوى السياسية والثورية لسلك طريق جديد في إنعاش الحراك تدريجياً، وهذه إحدى ثمار العمل بنظرية “اللامركزية”، والتي لا تزال مفتاحاً سحرياً ينقذ الثورة من الخمول والأفول، فهذه الخطوة لم تصدر من أي حزب أو تيار معيّن، بل من شباب الحراك أنفسهم مع تنسيق ميداني غير معقّد.
أحياناً علينا أخذ العبرة من التحرّكات المجردة وغير المركّبة لإنجاح عمل ما، وبذلك تنتعش النفسيات في الميدان، ويرتبك الوضع لدى الخصم ويضطره لإعادة حساباته، لتستمر دوامه الصراع إلى أن يأذن الله بفتح منه يعجله، وبضر يكشفه، ونصر يعزه، وسلطان حق يظهره.