جمعية “هذه هي البحرين” تبرر جريمتها بزيارة القدس المحتلة.. وتظاهرات التنديد تتواصل في البحرين
المنامة – البحرين اليوم
بررت جمعية “هذه هي البحرين” زيارة وفد منها إلى القدس المحتلة وزعمت بأنها “مبادرة” منها “استنادا إلى مبدأ التسامح والتعايش”.
وعمدت الجمعية إلى “النأي” بالنظام الخليفي عن الزيارة، وقالت في بيان أمس الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧م بأن الوفد “لا يمثل أي جهة رسمية” في البحرين “وإنما يمثل الجمعية”، وكررت القول بأن الزيارة تمت “بمبادرة ذاتية”.
وكان لافتا أن بيان الجمعية نشرته وكالة الأنباء الخليفية (بنا)، والتي تنشر الأخبار الرسمية. والجمعية مدعومة مباشرة من الديوان الخليفي، وهي تتولى مهمة الدعاية للنظام في الخارج، حيث تقوم بعدة جولات في عواصم غربية وعربية للترويج لمزاعم النظام في شأن “التسامح والحريات الدينية”، وذلك للتغطية على جرائمه في ملف التمييز والاضطهاد الطائفي الذي يعاني منه أغلبية السكان الشيعة في البلاد.
وسخر ناشطون من “تبرير” الجمعية وقالوا بأنه “أقبح من ذنب”، مشيرين إلى أن الزيارة “ما كان لها أن تتم لولا الضوء الأخضر الرسمي”، وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الحاكم الخليفي حمد عيسى قبل أشهر أثناء لقائه في قصره بالصافرية حاخامات موالين لإسرائيل، ونقلوا عنه السماح بزيارة الكيان الإسرائيلي، وأنه “ضد مقاطعة إسرائيل”.
ويعتقد متابعون أن البيان جاء بدفع من السلطات الخليفية “للتخلص من الضغط الداخلي والخارجي”، ويستند هؤلاء على حقائق على الأرض من ضمنها مباركة الجانب الرسمي لزيارات سابقة لنفس الجمعية لبلدان أخرى، ورعايتها مادياً وإعلامياً، فضلا عن أن معظم أعضاء الجمعية هم من “رواد مجالس آل خليفة”، وهو ما أعطى الشعب انطباعاً واضحاً عنهم.
كما أشار متابعون إلى “الخداع” الذي مورس في ترتيب الزيارة، وبلسان عضو الوفد رجل الدين فاضل فتيل، الذي أقرّ بأنه فوجيء في مطار اسطنبول بإبلاغهم بأنه سيتم نقلهم إلى القدس المحتلة، بزعم أن مؤتمرا حول “التسامح” كان يُفترض أن يُعقد في تركيا تم تغيير مكانه إلى فلسطين المحتلة “من غير إبلاغ مسبق”.
وقد أعلن فتيل براءته من الوفد، وقال في تسجيلات صوتية متداولة بأنه “يعتذر ويطلب السماح” بسبب هذه الزيارة، ولاسيما في وقتها “المريب”، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ما أثار موجة واسعة من الغضب في العالم، وبينها البحرين.
وذكرت مصادر فلسطينية بأن الوفد الخليفي سيزور قطاع غزة قادما من القدس المحتلة، وعبر المعابر الإسرائيلية، ودعا نشطاء فلسطينيون إلى رفض استقبال الوفد الخليفي متهمين إياه بالتطبيع والتغطية على القرار الأمريكي بشأن القدس المحتلة.
وقد تواصلت في البحرين مساء أمس التظاهرات المنددة بالقرار الأمريكي، وخرجت في بلدة أبوصيبع – شمال البلاد – تظاهرة حاشدة رفعت شعارات أكدت رفض التطبيع مع الكيان “الغاصب” والتمسك بالقدس المحتلة عاصمة لفلسطين.
كما رفع المتظاهرون شعارات مكتوبة عبرت عن البراءة من العلاقات الخليفية الإسرائيلية، وذكرت إحدى الشعارات بأن القمع الذي يمارسه الخليفيون في البحرين شمل التظاهرات التي نددت بالتطبيع وزيارة الوفد الخليفي “المشينة”، كما عبرت الهتافات.
وفي بلدة المعامير، داس متظاهرون على صور ترامب أثناء انطلاق تظاهرة وسط البلدة رفعت شعارات التمسك بالقدس ورفض التطبيع الخليفي مع إسرائيل.