جمال خاشقجي ساخرا: محمد بن سلمان يقمع السعوديين على بعد أميال من “نيوم”
من واشنطن-البحرين اليوم
كتب الصحفي السعودي المنشق جمال الخاشقجي مقالة الثلاثاء (31 أكتوبر 2017) في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بعنوان “ولي العهد السعودي يريد سحق المتطرفين لكنه يعاقب الأشخاص الخطأ”.
تطرق خلالها إلى التعهد الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا في مؤتمر استثماري “بسحق المتطرفين”، وإعادة “الإسلام المعتدل” إلى المملكة العربية السعودية. متوعدا بتدمير المتطرفين”.
خاشقجي أعرب في مقالته عن خيبة أمله من تصريحات ابن سلمان قائلا “كنا ننتظر زعيما يدرك أن التطرف، الاقتصادي والاجتماعي، هو أمر سيء بالنسبة للبلد”، مشيرا إلى المكانة الإقتصادية التي تتبوؤها دبي، في وقت فقدت فيها السعودية مكانتها الإقتصادية خلال الـ 40 سنة الماضية.
وبشأن الحملة التي أعلن عنها ابن سلمان ضد التطرف؛ أشار خاشقجي إلى الوهابية التي بدأت كـ”حركة إصلاحية ” خلال القرن الثامن عشر ثم “تحولت إلى حركة معادية للحداثة ولكراهية الأجانب”و مشيرا إلى ما وصفه بتأثيرها الخبيث على كافة مناحي الحياة في السعودية، ومنها تدخل الشرطة الدينية المعتمدة من الدولة في حياة الناس الخاصة؛ وتحذير المناهج التعليمية من الكفار؛ وتسخير التلفزيون لمعارضي حقوق النساء والأقليات، وحظر بعض السلع مثل الشطرنج ودمية “باربي”.
خاشقجي أكد على حق ابن سلمان في الذهاب بعيدا في حملته لمكافحة التطرف، لكنه اعتبر أن ولي العهد السعودي يستهدف الأفراد الخطأ، لافتا إلى اعتقال العشرات من المثقفين السعوديين ورجال الدين والصحفيين ونجوم وسائل الإعلام الاجتماعي في الشهرين الماضيين – معظمهم، في أسوأ الأحوال، ينتقدون الحكومة بشكل طفيف”.
ولفت خاشقجي إلى أن ابن سلمان لم يستهدف عددا من أعضاء مجلس كبار العلماء، ممن لديهم أفكار متطرفة، ومنهم الشيخ صالح الفوزان، الذي يحظى بتقدير كبير من محمد بن سلمان، بحسب خاشقجي، والذي أعلن من على شاشات التلفاز السعودي أن الشيعة ليسوا مسلمين، وكذلك الشيخ صالح اللحيدان الذي أفتى بأن الحاكم المسلم ليس ملزما بالتشاور مع الآخرين.
وتعليقا على ذلك تساءل خاشقجي “كيف يمكننا أن نصبح أكثر اعتدالا عندما يتم التسامح مع مثل هذه الآراء المتطرفة؟ كيف يمكننا أن نتقدم كدولة عندما يعاقب الذين يقدمون ردود فعل بناءة”؟
وسخر الخاشقجي من مشروع محمد بن سلمان لبناء مدينة “نيوم”، قائلا “هل يمكننا حقا تقديم صورة مقنعة لمجتمع حديث، يعتمد على الروبوتات والأجانب والسياح عندما يتم إسكات السعوديين، على بعد أميال كثيرة من “نيوم”؟”.