القاهرة، المنامة – البحرين اليوم
قالت مصادر إعلامية من جامعة الدول العربية بأن احتفالا سيُعقد لـ”تكريم” رئيس الوزراء الخليفي، خليفة سلمان، وذلك نظير “الجهود الكبيرة والمتميزة” التي بذلها خليفة على الصعيد التنموي، بحسب ما زعم محمود عفيفي المتحدث باسم أمين عام الجامعة التي تتخذ من القاهرة مقرا لها.
وتحدث عفيفي عن “احتفالية كبرى” يُمنح فيها خليفة درع الإنجاز التنموي، وبحضور شخصيات من المسؤولين العرب.
يُشار إلى أن جامعة الدول العربية مؤسسة تمثل الحكومات العربية، ويُمارس المحور السعودي نفوذا قويا في اجتماعاتها وقراراتها، ويترأس أمانتها العامة أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الأسبق، وهو معروف بعلاقاته الوطيدة مع إسرائيل.
واعتادت الجامعة علي إصدار بيانات داعمة للنظام الخليفي، وتبنت الرؤية الرسمية حول الأحداث الجارية في البحرين.
وعبّر معارضون بحرانيون عن “سخريتهم” من إعلان الجامعة إقامة حفلها التكريمي لخليفة الذي يرتبط اسمه بشعار “منْ يسرق قوت الفقراء” في إشارة إلى دوره الأساسي في الانهيار السياي والاجتماعي والاقتصادي الذي عاني منه البحرانيون على مدى أكثر من أربعة عقود سيطر فيها على الحكومة في البلاد. وقد أطلق الناشط الحقوقي المحكوم بالمؤبد، عبد الهادي الخواجة، الشعار المذكور خلال ندوة “الفقر” الشهيرة التي عُقدت في ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٤م في نادي العروبة والتي كسرَ فيها الخواجة “التقليد السائد” بعدم التصريح بأسماء المسؤولين عن الفساد والانتهاكات، وخاصة خليفة سلمان، وقدّمت الندوة وثائق وفلما مصوَّرا تُظهر حجم الفقر والحرمان الذي يعيشه المواطنون على مستوى السكن والمعيشة.
والجدير بالذكر أيضا أن الندوة المذكورة تعرضت لمضايقات حكومية لمنع انعقادها، وطلبت الجهات الرسمية الإطلاع على المواد التي ستُعرض فيها قبل بثها على الجمهور، وهو ما رفضه منظمو الندوة التي جاءت بـ”التزامن مع إطلاق الحملة الوطنية لمكافحة الفقر والتوعية بالحقوق الاقتصادية للمواطنين”. وخلال الندوة؛ أطلق مركز البحرين لحقوق الإنسان تقريرا أكد فيه بأن “نصف المواطنين البحرانين يعانون من الفقر والأوضاع المعيشية المتردية” مستندا في ذلك على “إحصائيات ودراسات رسمية لعدد العاطلين عن العمل، ومتلقي المساعدات الاجتماعية من العاجزين عن العمل، وأصحاب الأجور المتدنية” (انظر: هنا).
ويُعرَف خليفة سلمان بأنه يسيطر لحسابه الخاص على الاستثمارات الاقتصادية الكبرى في البلاد، ويفرض على المستثمرين المحليين والأجانب أن يُشارك في الأرباح بنسبة (٥٠٪)، حتى بات يُوصف في الأوساط الشعبية بـ”فيفتي فيفتي”، كما ارتبط بفضائح مالية كبرى، وبينها فضيحة شراء بقعة الأرض التي أقيم فيها (المرفأ المالي) في العاصمة المنامة بدينار واحد فقط. إضافة إلى ذلك، من المعروف أن لخليفة استثمارات وعقارات واسعة في دول بجنوب شرق آسيا، والتي اعتاد السفر إليها على مدى العام، وذلك رغم أزمة الإسكان الخانقة التي يعانيها البحرانيون منذ عقد السبعينات وحتى اليوم. ويُقال بأن خليفة يملك جُزرا وعقارات في الفلبين وتايلند، علما أن علاقات وثيقة تربطه بأنظمة الحكم العسكرية والقمعية في كلٍّ من مانيلا وبانكوك، والتي تورطت أنظمتها بتسليم مواطنين ونشطاء من البحرين والسعودية رغم مخاطر تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.