البحرين اليوم – لندن
حذّر تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا في بيان صادر عنه من خطورة سياسة التجنيس السياسي التي تنتهجها السلطات الخليفية، مؤكداً أنها تهدد كيان الدولة وهويتها الوطنية والمجتمعية. واعتبر أن هذه السياسة تشكل أزمة تمس حياة جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو الاقتصادية، حتى أولئك الموالين للنظام.
كما وصف التكتل التجنيس السياسي بأنه “سرطان يفتك بهوية البحرين”، مشيراً إلى أن هذه السياسة تقوض تاريخ البلاد، لغتها، ثقافتها، وعروبتها، فضلاً عن التأثير السلبي على عاداتها وتقاليدها وانتمائها الخليجي المتماسك. كما شدد على أن التجنيس أضعف التجانس الاجتماعي، الذي شكل على مدار عقود العمود الفقري للأمن المجتمعي والثقافي في البلاد.
واستعرض التكتل في بيانه الانعكاسات السلبية لسياسة التجنيس على مختلف القطاعات، مشيراً إلى تزايد معدلات البطالة والفقر بين المواطنين الأصليين، إلى جانب استنزاف الاقتصاد الوطني نتيجة الفساد وسوء إدارة الموارد ولفت التكل إلى ارتفاع معدلات الجريمة وانتشار أنماط غير مألوفة في المجتمع البحراني.
وأضاف البيان أن الأضرار الناتجة عن هذه السياسات باتت ملموسة في جميع أنحاء البحرين، من المحرق إلى الجنوبية، مروراً بالعاصمة والمحافظات الشمالية.
كما اعتبر التكتل أن التجنيس السياسي يمثل خيانة وطنية كبرى تستوجب محاسبة المسؤولين عنها، محذراً من أن استمرار هذه السياسة ينذر بمستقبل مظلم للأجيال القادمة. ودعا التكتل أبناء الشعب البحراني إلى التكاتف والوحدة من أجل حماية البلاد واستعادة هويتها المهددة.
واختتم التكتل بيانه بنداء للشعب البحراني، قائلاً “إن حماية البحرين من خطر التجنيس السياسي تتطلب وحدة الكلمة والعمل المشترك. مستقبل أبنائنا وثرواتنا وهويتنا الوطنية في خطر، ولا مجال للتأخير في التحرك لإنقاذ وطننا الحبيب”.
وجاء بيان تكتل المعارضة في وقت كشفت فيه الكاتبة المقربة من الديوان الملكي سوسن الشاعر في مقال نُشر بصحيفة “الوطن” بتاريخ 12 أكتوبر، بأن “عدد المجنسين المخالفين للقانون بما لا يقل عن 100 ألف شخص”، واصفة سياسة التجنيس في البحرين بأنها “كارثة بكل المقاييس، جريمة وخيانة وطنية”. وهو الأمر الذي حذرت منه المعارضة مراراً في السنوات الماضية.