تقرير “مجتزئ” لوكالة رويترز حول أحداث العوامية وإغفال حجم الدمار الواسع الذي تسببت به القوات السعودية
البحرين اليوم – (رويترز، خاص)
قال نشطاء وفرد من عائلة أحد الضحايا يوم الخميس ٢٧ يوليو ٢٠١٧م إن خمسة أشخاص على الأقل “قُتلوا” في شرق السعودية خلال يومين في حين بدأت قوات الأمن عملية لاعتقال “متشددين” شيعة مشتبه بهم من بلدة العوامية بمحافظة القطيف، بحسب تعبير وكالة رويترز.
ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية للتعليق عبر الهاتف على تقارير نقلها نشطاء سياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول أعمال عنف في العوامية.
وشهدت المنطقة، وهي جزء من محافظة القطيف المنتجة للنفط التي يعيش فيها بعض الأقلية الشيعية، اضطرابات وهجمات مسلحة بين الحين والآخر ينفذها مسلحون يشتبه بأنهم متشددون على قوات الأمن منذ احتجاجات الربيع العربي في ٢٠١١م، وفق ما ادعت الوكالة.
ويشكو سكان البلدة من التهميش من جانب الحكومة وهو اتهام تنفيه الرياض.
وكتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن ثلاثة سكان محليين وعاملين مغتربين اثنين “قُتلوا” منذ بدأت عملية أمنية في وقت مبكر من صباح الأربعاء بدخول طابور من العربات المدرعة العوامية.
ومنذ مايو يهدم عمال البنايات في حي المسورة القديم الذي يعود تاريخ بنائه إلى مئتي عام فيما قال عنه مسؤولون إنه خطة لحرمان المتشددين من مخابئهم.
وقُتل عدد من رجال الشرطة في هجمات شنها “متشددون” منذ بدء أعمال الهدم تلك. ومنذ دخلت قوات الأمن إلى بلدة العوامية أبلغ السكان عن أصوات إطلاق نار وانفجارات كثيفة. ولم يتضح على الفور إن كان مسلحون مطلوبون لدى السلطات قد ردوا من جانبهم بإطلاق النار على قوات الأمن.
ونشر نشطاء صورا لعدة أشخاص قالوا إنهم ضحايا من بينهم قتلى إضافة إلى مصابين دون ورود أرقام محددة. وحدد النشطاء أسماء السكان المحليين الثلاثة الذين قتلوا بأنهم محسن العوجمي ومحمد الفرج وحسين أبو عبد الله لكنهم لم يذكروا تفاصيل عن المغتربين.
وقال قريب للعوجمي إن الرجل البالغ من العمر ٤٢ عاما كان عائدا من عمله إلى منزله عندما أطلقت قوات الأمن النار عليه. وقال أحد أفراد الأسرة لرويترز “عندما ترجل من سيارته أصابه وابل من الرصاص من قوات الأمن. أصيب في منطقة البطن… ظل في الخارج لساعتين ونصف الساعة قبل أن يتمكن الناس من سحبه للداخل وتقله سيارة إسعاف للمستشفى. هو الآن في المشرحة في مستشفى القطيف”.
ورفض مسؤولون من مستشفى القطيف المركزي التعليق عند الوصول إليهم عبر الهاتف وقالوا إنهم غير مصرح لهم بالحديث لوسائل الإعلام.
ونشر نشطاء صورة لقتيل آخر قالوا إنه الفرج. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الصور.
وتتهم السلطات “المتشددين” في المنطقة بشن موجة من الهجمات على قوات الأمن وحملة من الترهيب ضد شيعة محليين يتهمونهم بالتعاون مع السلطات، وذلك كله وفق ما جاء في تقرير رويترز الذي لم يُشر إلى حجم الانتهاكات وتفاصيل الجرائم المروعة التي ارتكبتها القوات السعودية في العوامية منذ شهر مايو الماضي وحتى اليوم.
وقال أحد النشطاء بأن تقرير الوكالة أغفل كذلك الحراك المطلبي في منطقة القطيف، كما لم يشر إلى أن هدم حي المسورة التاريخي لقي إدانة دولية وأممية لكونه يمثلا إرثا ثقافيا وتاريخياً، ووصف ناشط تقرير الوكالة عن أحداث العوامية بأنه “مجتزئ” وتهرّب من فحص المواد الموثقة التي نُشرت على مدى أشهر للعمليات الدموية التي تشنها القوات السعودية على العوامية وأحيائها، وهي مواد متنوعة بين الصور والفيديوهات وتكشف مستوى “فظيعا” من العقاب الجماعي الذي تتعرض له المنطقة، بما في ذلك استعمال الأسلحة الثقيلة في تنفيذ الهجمات العسكرية ضد المناطق المدنية والمأهولة بالسكان.
وانتقد الناشط علي آل أحمد تغطيات وكالة رويترز للشأن المحلي في السعودية، وقال بأنها تجنح لتبني رواية السلطات والموالين لها لاسيما في تسميتها للنشطاء بالمتشددين.