تقرير متلفز: ١٤ فبراير و١٤ أغسطس: حرية وتحرر
البحرين اليوم – خاص
خلافاً للوضع الطبيعي الذي يعرفه العالمُ.. فإنّ البحرانيين يحتفلونَ بعيدِ الاستقلال وكأنهم يمارسون عملاً مخالفاً للقانون.
لم يكتفِ آل خليفة بعدمِ الاعترافِ بيوم الرابع عشر من أغسطس يوماً وطنياً للاستقلال، ولكنّهم عمِدوا، بكلِّ وسائلِ الإكراهِ والإغراء، إلى اختراعِ يومٍ آخر في السادس عشر من ديسمبر، واصفين إياه باليومِ الوطني الذي تتعطّل فيه مؤسسات الدولةِ ويُجبرُ الناسُ على الاحتفالِ والتغني به. على مدى العقودِ الماضية، عمِد الخليفون على إقامةِ المهرجاناتِ والكرنفالاتِ في هذا اليوم، ونجحوا في إلصاقِ تاريخٍ مختلقٍ في الذاكرةِ ولاسيما لدى الأجيالِ الجديدةِ التي نشأت وهي ترى مهرجانات ديسمبر وكأنها احتفالاتٌ تخصَّ الوطنَ وتاريخَه العريق.
مع ظهور الحراكِ الشعبي في انتفاضةِ التسعينات، بدأ الجيلُ الجديدُ يتصفّح تاريخَ الوطنِ الحقيقي، ويكتشفُ حقيقةَ العائلة الخليفية وأن السادس عشر من ديسمبر لا علاقة له بالوطن، بل بأفعالِ آل خليفة السوداء بحقّ السكانِ الأصليين، وهي الأفعالُ التي يراها الجيلُ بعد الآخر وهي تتكرّر بسوادِها الدموي.. وتنتقلُ من فظاعةٍ إلى أخرى..
مع الوقت، ترسّخ أكثر لدى النّاس شعورُ عدمِ الانتماء بكلّ ما يمتّ بصلةٍ إلى آل خليفة. قاطعوا احتفالاتِهم في ديسمبر، وسخِروا من تاريخِهم المزوَّر.. وسعوا بكلّ السُّبل إلى إنعاشِ الذاكرةِ الأصيلةِ لهذه الأرضِ وأهلِها الأصلاء…
مع ثورة الرابع عشر من فبراير.. حصلَ اللّقاءُ الأكبر مع الرابع عشر من أغسطس. التقى شعارُ الحريّةِ والعدالةِ بمشروعِ التحرّرِ من الاحتلالِ والعبوديّة. استقيظ الشّعورُ الوطني بأعلى مداه، واستطاعت ثنائية “الثّوارِ والأحرارِ” أن تُعيدَ بوصلةَ التاريخ إلى اتجاهِها الصّحيحِ وغيرِ القابلِ، مرةً أخرى، للانحرافِ والتحريف.. وملحمة الدّراز الجارية اليوم تختصرُ المعركةَ التاريخية بين الدّخيل والأصيل.. وهي معركةٌ لن تهدأ فيها الأصواتُ إلا حين تسقط القبيلةُ الغازية ويسود أبناءُ الأرضِ الأصلاء..