تقرير متلفز : هل هدّأت تيريزا مي من روع مشايخ الخليج؟
البحرين اليوم ـ خاص ..
خطفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي الأضواء خلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت اعمالها الأربعاء في عاصمة البحرين المنامة.
فمن ناحية فإن تيريزا مي هي أول رئيس وزراء لبريطانيا يشارك في قمة خليجية , ومن ناحية اخرى فإن هذه القمة لم تستحوذ فيها كلمات القادة الخليجيين على أي اهتمام, لكونها إجترار لكلماتهم في جميع القمم السابقة ومنذ تأسيس المجلس, إذ لاتخرج عن إطار التحذير من الخطر الإيراني المزعوم, ولكن تيريزا فعلت.
فخطابها الذي ألقته على مسامع مشايخ الخليج وأنصتوا له بكل خشوع, لامس مشاعرهم وأحاسيسهم بالرغم من انه لم يهدّأ من روعهم, لكنه دشّن مرحبة جديدة من العلاقات بين المملكة المتحدة ودول الخليج. فتيريزا أعادت التأكيد في خطابها على الخطر الإيراني وأعطت تعهّدا لقادة الخليج بأنها لن تتخلى معهم في الصراع مع ايران سواء في سوريا او في اليمن.
إلا انها رهنت ذلك بالإستثمارات البريطانية في الخليج, إذ قالت وبشكل واضح إننا نبحث عن أسواق جديدة بعد خروجنا من الإتحاد الأوروبي. وضعت تيريزا مي النقاط على الحروف , دعم بريطاني مقابل مال خليجي.
القادة الخليجيون الذين اعتمدوا على الدعم الخارجي ومنذ تأسيس دويلاتهم, بدوا راضين بهذه المعادلة التي يعتبر حاكم البحرين حمد الخليفة عرّابا لها, ولكن خوفهم مما تخبّئه لهم الأيام يؤرق لياليهم, فخسارتهم في ساحات الصراع في سوريا والعراق واليمن بالرغم من مئات المليارات التي انفقوها, تعجّل في حلول الساعة التي سيدفعوا فيها ثمنا جرائمهم.
ومما يزيد من قلقهم, هي تجارب من سبقوهم في أمثال شاه ايران الذي طردته امريكا من أراضيها وهو الذي كان شرطيها في المنطقة,فتلك التجارب تثبت بأن الدول الكبرى تتخلى عن عملائها سريعا حالما ينتهي دورهم وقبل أن يصبحوا عبءا عليها, ولاشك بان هذا هو مصير مشايخ الخليج الذين باعوا بلدانهم لحماتهم المستعمرين وتحولوا الى أداة بأيديهم لتدمير المنطقة.