تقرير متلفز: مئة وخمسون يوماً ويزيد.. سماء الدراز تُمطر وفاءا ومقاومة
البحرين اليوم ـ خاص ..
مئة وخمسون يوماً ويزيد..
اعتصامٌ هو الأطولُ في تاريخ البحرين.. وفي العالمِ العربي.. لم يهدأ يوماً، وما انكسرتْ إرادةُ المعتصمين رغم الحصارِ الخانقِ وعملياتِ الانتقامِ التي طالت كلَّ أبناء الدراز الصّامدة…
مرابِطون حول منزلِ قائدِهم الذي لا يلين.. لا تهزّهم الحربُ النفسيّةُ ولا أرتالُ المدرعاتِ التي تغلقُ مداخلَ البلدةِ وتمنعُ إقامةَ صلاةِ الجمعة ورفْع اسم الله.. تكالبت عليهم القبائلُ الجاهليّةُ ليُرهبوهم بالمناوراتِ العسكريّة وجيوشِ المرتزقة.. ولكن الخيبةَ لحقت بأهلِ الذّلةِ والشنار.. وصمدَ أهلُ الوفاءِ واللؤلؤةِ..
من ساحةِ الفداء تعلو الأيدي والجبهاتُ المعصوبةُ بالحقِّ والحرية.. تتدفّقُ تظاهرةٌ تلو الأخرى.. وتسيرُ حول منزل القائدِ الصامدِ مواكبٌ تجدِّدُ العهدَ بالبقاءِ والثباتِ حتّى زوالِ الدّخلاءِ المحتلين.. لا يُحزنهم خذلانُ الأقربين.. ولا تكسرهم أضاليلُ المرجفين الذين انكشفت أقنعتُهم وبانت سوءاتُهم ونواياهم الخبيثة…
من سماءِ الدّراز تمطرُ العزائمُ والراياتُ الخفّاقةُ بالمقاومةِ والانتصار.. راياتٌ تجول في كلِّ البلادِ والمحاور والجهات.. تهتفُ بسقوطِ الخليفيين والويل العظيم عليهم.. وتدوسُ أقدامُ المتظاهرين على اسمِ الطاغيةِ في كل وقتٍ وحين معلنين أنّ رحيله عن البلادِ والعبادِ أمرٌ محتومٌ وقضاءٌ لن يطول.. وحين يظنّ القتلةُ أن قمعهم وملاحقتهم للأحرار ستزيدهم قوةً وجبروتاً؛ فإن سواعدَ الثّوارِ سرعان ما تخرج من كلِّ مكانٍ لتُلطّخ مركبات المرتزقةِ بالنارِ.. والعارِ الذي لا يزول…